نام کتاب : فن المقالة نویسنده : محمد يوسف نجم جلد : 1 صفحه : 33
ما بينها من فروق فقال:
"فمقالات باكطون في بواكيرها كانت طرائف من المتفرقات الفكرية تجمعها سلسلة الموضوع والعنوان في إيجاز شديد، غير محتفل فيه بالتفصيل والتوضيح، كأنما يكتبها الكاتب لنفسه فهو غني عن تفصيلها وتوضيحها، لعلمه بمقصده منها حين الحاجة إليها. أو كأنما هو يكتبها بلغة الاختزال، ويجهد في شرحها غير المرتاضين عليه.
ثم جنحت في صيغتها الأخيرة إلى التسمح بعد التزمت، والسخاء بعد الضنانة، والتفسير بعد الإيماء والاقتضاب. وازدانت في هذه الصيغة بأجمل ما يزدان به النثر البليغ من براعة التشبيه وطرافة الأمثولة واختيار الشواهد من المأثورات اللاتينية واليونانية في سياقها الملائم وموقعها المنتظر"[1].
وقد اجتمعت عوامل عدة، لتؤدي إلى هذا التطور الواضح الذي تم بين عامي 1597 و1625. منها أن باكون كان يطمح دائما إلى تقعيد علم للأخلاق. وقد اقترح في كتابه "ترقية المعارف" الذي أصدره سنة 1623، وسيلة لتحقيق هذا المطلب، وهي أن تكتب مجموعة من الرسائل القصيرة تدور حول الشهوات والفضائل والنماذج الأخلاقية.
ولم يحاول باكون أن ينفذ هذا المشروع وأن يخصه بجزء من نشاطه الأدبي، إلا أن بعض مقالاته الجديدة، التي ظهرت في الطبعة الأخيرة، تدور حول شيء من ذلك، كمقالته عن "الحسد" ومقالته عن "التظاهر والرياء". [1] المرجع المذكور آنفا: 85، 86.
نام کتاب : فن المقالة نویسنده : محمد يوسف نجم جلد : 1 صفحه : 33