نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر جلد : 1 صفحه : 404
على السامية، والشعوب البيضاء على الصفراء والسوداء, لا يمكن الأخذ بها على علاتها، حقيقةً إن ذكاء الزنجيّ المتوسط في الاختبارات التي طبقت إلى الآن لا يبلغ إلّا تسعة أعشار المتوسط من الشعوب البيضاء, ولكن الصينيين واليابانيين لا يقلون عن مستوى الغرب، وقد قام اثنان من طلبتي باختباراتٍ أثبتا بها أن ذكاء اليهود أعلى من ذكاء غيرهم.. ونتائج الباحثين في الولايات المتحدة تؤيد هذا, على أن هذه الفروق بين الأجناس مهما تميزت وتحددت فإنها ليست قط على درجة من العظم، فما لاحظناه قبل بين الذكور والإناث ينطبق هنا أيضًا على الأجناس المختلفة، فالفروق الواسعة في الذكاء بين الأفراد المنتمين إلى شعب واحد أوسع وأبعد مدى من الفروق بين شعب وآخر, فإذا أردنا فروقًا بينةً بين قوم وآخرين, فلنبحث عنها في الطبع أو المزاج؛ وهنا لا نجد مقاييس علمية نستعين بها، ولكنا نعتمد على الملاحظة، وما تكونه من فكرة عامة وهما دليلان غير مأمونين".
ويقول بعد استعراض أجناس أوربا المختلفة، وما بينها من خلافات في شكل الجمجمة وتركيب الأجسام ولون الشعر والعيون، وما يوصف به رجل الشمال من أنه مخلوق عمليّ، ورجل وسط أوربا بميله إلى الحقيقة، ورجل الجنوب بميله إلى الجمال: "ولكن العالم المدقق لا يكاد يسمع مثل هذه الدعاوى العريضة حتى يبدو عليه القلق والحذر، فإن حقائق الطبيعة الإنسانية قلما تخضع لمثل هذا التقسيم الحاد"[1].
وبعد دحض هذه الآراء المبنية على التعصب الجنسي والفخر الكاذب؛ كدعوى الألمان أنهم "من الشعوب الآرية أنبل الناس جميعًا" قال: "والآن أظن أن النقطة التي نستطيع التسليم بها هي أنه لا الجنس وحده، ولا البيئة الجغرافية وحدها بمستطيعة تعليل التفاوت البيِّن بين المدنيات المتعاقبة2". [1] كيف يعمل العقل ج2 ص167، وراجع بحثًا لنا في مجلة "نهضة أفريقية" 14 فبراير 1909 عن الفروق العقلية بين الأجناس.
2 نفس المرجع ص180.
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر جلد : 1 صفحه : 404