responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي    جلد : 1  صفحه : 222
يسير، أتباع إبراهيم، ودين إبراهيم هو الإسلام، وتفسير هذا من الوجهة العلمية يسير أيضًا، فأحاديث هؤلاء الناس قد وضعت لهم وحملت عليهم حملًا بعد الإسلام، لا لشيء إلا ليثبت أن للإسلام في بلاد العرب قدمة سابقة، وعلى هذا النحو تستطيع أن تحمل كل ما تجده من هذه الأخبار والأشعار والأحاديث التي تضاف إلى الجاهليين، والتي يظهر بينها وبين ما في القرآن والحديث شبه قوي أو ضعيف".
ولهذا يقول[74]: "ونحن نعتقد أن هذا الشعر الذي يضاف إلى أمية بن أبي الصلت وإلى غيره من المتحنفين الذين عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم أو جاءوا قبله، إنما نحل نحلًا، نحله المسلمون ليثبتوا -كما قدمنا- أن للإسلام قدمة سابقة في البلاد العربية. ومن هنا لا نستطيع أن نقبل ما يضاف إلى هؤلاء الشعراء، والمتحنفين إلا مع شيء من الاحتياط والشك غير قليل".
وينتقل إلى آخر نقطة في الناحية الدينية؛ وهي اليهودية والنصرانية وصلتهما بنحل الشعر، ويدعي أن هاتين الديانتين كانتا منتشرتين في بلاد العرب، ثم يقول[75]: "مهما يكن من شيء فليس من المعقول أن ينشر هذان الدينان في البلاد العربية دون أن يكون لهما أثر ظاهر في الشعر العربي قبل الإسلام، وقد رأيت أن العصبية العربية حملت العرب على أن ينحلوا الشعر ويضيفوه إلى عشائرهم في الجاهلية بعد أن ضاع شعر هذه العشائر، فالأمر كذلك في اليهود والنصارى: تعصبوا لأسلافهم من الجاهليين، وأبوا إلا أن يكون لهم شعر كشعر غيرهم من الوثنيين وأبوا إلا أن يكون لهم مجد وسؤدد أيضًا، فنحلوا كما نحل غيرهم، ونظموا شعرًا أضافوه إلى السموءل بن عادياء، وإلى عدي بن زيد وغيرهما من شعراء اليهود والنصارى".
وظاهر هنا أن الدكتور طه حسين أثار تحت هذه الناحية كثيرًا من المسائل، يعتقد أن ما قيل فيها من الشعر منحول، وهي: ما قيل من الشعر إرهاصًا لبعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وما أضيف إلى الجن، وما ينسب إلى الأمم البائدة عند تفسير الآيات التي تتحدث عنهم، وما يستشهد به على تفسير القرآن ومعاني ألفاظه، وما يورده علماء اللغة والدين من

[74] المرجع السابق ص145.
[75] المرجع السابق ص146.
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي    جلد : 1  صفحه : 222
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست