responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي    جلد : 1  صفحه : 223
استشهادات لإثبات سعة علمهم وتأييد آرائهم، وما ينسب إلى من سموا بالموحدين، وما يضاف إلى شعراء اليهود والنصارى.
ولا شك أن فيما ذكره عن هذه المسائل شيئًا من الشعر والنصوص الأدبية قيل بعد الإسلام ونسب إلى أدباء جاهليين، وقد فطن إلى ذلك العلماء والنقاد والقدماء، ونصوا على نحل بعض الآثار الأدبية التي تتصل بهذه المسائل، وقد رأينا فيما اقتبسناه من ابن سلام والرافعي ما يثبت ذلك.
ومن الردود على مسألة النصوص الأدبية التي وردت ممهدة لبعثة النبي صلى الله عليه وسلم، قول الأستاذ محمد الخضر حسين[76]: "أما الذين يعتقدون بأن نبوة أفضل الخلق حق، فمن الجائز عندهم أن يسبقها شعر أو خبر يتصل بها، وشأنهم أن يفحصوا ما يرد في هذا الصدد، ويضعوه بمنزلته من الوضع أو الضعف أو الصحة، وكذلك فعل علماء الإسلام فحكموا على جانب مما كان من هذا القبيل بالوضع كالأخبار والأشعار المعزوة إلى قس بن ساعدة".
والمعروف دائمًا أن الثورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية تحدث عقب تدهور وفوضى وفساد. فسوء الحال في أية ناحية من نواحي الحياة يدفع المفكرين وذوي الفطنة، وأصحاب المواهب إلى البحث عن وسائل الإصلاح، فيضرعون إلى الله أن يلهمهم الصواب، ويفكرون، ويتعمقون في التفكير، فإذا ما هداهم الله سبيل الرشاد, وأنار لهم الطريق، قضوا على الفوضى، وأصلحوا الفاسد، وقوموا المعوج. فتزول الغمة وتستقيم الأمور.
وإذا كان الحال كذلك في نواحي الحياة العملية فلماذا لا يكون ذلك في النواحي الروحية؟ لماذا لا يحدث ذلك في الناحية الدينية، حينما تنتشر فيها الفوضى، ويعم الفساد، ويسود الجهل، ويضل الإنسان الطريق الصحيح إلى الدين القديم؟ إن السنة الطبيعية للإنسان والحياة تؤكد أنه في أثناء الأزمات، وفي أحرج الأوقات توجد في المجتمعات عقول منيرة، وأفكار وضاءة ترسل أشعتها وسط الظلمات، وتتلمس المنافذ إلى آفاق الطمأنينة والاستقرار. وقد رأينا ما كانت عليه الحال من سوء وفساد بين العرب الجاهليين في شتى نواحي الحياة وبخاصة في الدين، فكانوا في الحقيقة يعيشون في فوضى سياسية واجتماعية ودينية؛ أمن

[76] نقض كتاب في الشعر الجاهلي ص188.
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي    جلد : 1  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست