نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 382
فشاوروه فألفوه أخا علل ... في الحرب لا عاجزًا نكسًا ولا ورعا242
لقد بذلت لكم نصحي بلا دخل ... فاستيقظوا، إن خير العلم ما نفعا243
هذا كتابي إليكم والنذير لكم ... لمن رأى فيه منكم ومن سمعا
وهكذا يتجلى في إنذار العشيرة بالخطر للاستعداد لملاقاته الحب والإخلاص.
المدح:
كانوا يمدحون إشادة بعظيم، أو إعجابًا وإكبارًا لعمل جليل. أو اعترافًا بصنع جميل، أو رغبة في معروف، أو حبًّا في العطايا والمنح، وكانت المعاني التي تردد في المدح من بين تلك التي يتغنون بها في الفخر.
يروى أنه لما حارب الحارث بن جبلة بن أبي شمر الغساني بني تميم، وانتصر عليهم. أخذ أسراهم. وفيهم شأس أخو علقمة الفحل. فرحل إليه علقمة يطلبه منه، فقال قصيدة يمدح فيها الحارث، بدأها بالغزل ووصف الناقة التي حملته إلى الممدوح. ثم شرع في المدح، فكان مما قال244:
وأنت امرؤ أفضت إليك أمانتي ... وقبلك ربتني، فضعت، ربوب245
فأدت بنو كعب بن عوف ربيبها ... وغودر في بعض الجنود ربيب246
فوالله لولا فارس الجون منهم ... لآبوا خزايا، والإياب حبيب247
242 العلل: الشرب بعد الشرب وهو هنا مجاز، ومعناه أنه لا يسأم الحرب. النكس: الضعيف. والورع: الجامع للنقائض من جبن، وصغر نفس، وضعف في الرأي والعقل والبدن.
243 الدخل هنا: الغش.
244 المفضلة رقم 119، والعقد الثمين: ديوان علقمة قصيدة رقم2
245 أفضت إليك أمانتي: صارت نصيحتي لك، أي توجهت نحوك وانتهيت إليك. ربوب: جمع رب وهو السيد والمالك. ربتني: ملكتني.
246 أدت: سلمت وخلصت. الربيب: الملوك. غودر: ترك. ربيب أسير، يقصد أخاه شأسا.
247 الجون: فرس الممدوح، والجون معناه الأسود، وقد يكون الأبيض. أي لولاك كنت معهم لرجعوا مغلوبين. خزايا: جمع خزيان من الخزاية وهي كل ما يستحيا منه.
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 382