responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي    جلد : 1  صفحه : 430
زواجها كان ظلمًا، وهي متقلبة في معاملتها له، فيومًا تقبل عليه بوجه جميل باسم، وجبين مشرق ناضر، ويومًا تأتي عابسة الوجه، مقطبة الجبين، مشتطة في طلباتها المالية؛ لحاجاتها الخاصة وحدها، فإن لم يعطها ما تطلب، انقلبت إلى ثورة، وهياج، وصراخ وعراك، وأيمان، فتطير النوم عنه وعنها، ويملأ ضجيجها وقسمها وأصواتها النابية بيوت الجارات، فحذرها، في صرامة وجد، بأنها إن لم تنته عما هي فيه، فسوف تندم ندامة لا تفارقها وتحرم من كل خير وسعادة طوال حياتها.
وفي العشيرة الواحدة قد تحدث الخصومات والمشاجرات بين أبناء العمومة، فتثور النفوس، وتضطرب المشاعر، ويتصارع ما تستوجبه القرابة من حب ومودة، وما تدعو إليه من إخاء وتعاون، مع ما تحدثه الخصومة من تباغض وفرقة، وما تستدعيه من وعيد وتهديد. وفي هذا يقول ذو الأصبع العدواني528:
ولي ابن عم على ما كان من خلق ... مختلفان فأقليه ويقليني
أزرى بنا أننا شالت نعامتنا ... فخالني دونه بل خلته دوني529
لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب ... عني، ولا أنت دياني فتخزوني530
ولا تقوت عيالي يوم مسغبة ... ولا بنفسك في العزاء تكفيني
فإن ترد عرض الدنيا بمنقصتي ... فإن ذلك مما ليس يشجيني531
ولا يرى في غير الصبر منقصة ... وما سواه فإن الله يكفيني
لولا أياصر قربى لست تحفظها ... ورهبة الله فيمن لا يعاديني532
إذا بريتك بريًا لا انجبار له ... إني رأيتك لا تنفك تبريني
إن الذي يقبض الدنيا ويبسطها ... إن كان أغناك عني سوف يغنيني

528 المفضلية رقم 31.
529 أزرى به: عابه. شابت نعامتنا: تفرق أمرنا.
530 لاه ابن عمك: أراد: لله ابن عمك.
531 يشجيني: يحزنني.
532 في الأمالي وبعض النسخ "أواصر" بالواو بدل الياء، وفي منتهى الطلب بالروايتين. والأواصر: جمع آصرة، وهي ما عطفك على رجل من رحم أو قرابة أو صهر أو معروف. والأياصر: جمع أيصر، حبل صغير يشد به أسفل الخباء، وأراد به هنا حبل القرابة.
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي    جلد : 1  صفحه : 430
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست