نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 435
تلألؤ مزنة برقت لأخرى ... إذا حجلوا بأسياف ردينا555
شددنا شدة فقتلت منهم ... ثلاثة فتية وقتلت قينا556
وشدوا شدة أخرى فجروا ... بأرجل مثلهم ورموا جوينا557
وكان أخي جوين ذا حفاظ ... وكان القتل للفتيان زينا558
فآبوا بالرماح مكسرات ... وأبنا بالسيوف قد أنحنينا559
فباتوا بالصعيد لهم أحاح ... ولو خفت لنا الكلمى سرينا560
555 تلألؤ مزنة منصوب مما دل عليه. مشينا ومشوا لأن تلألؤ السلاح من الفريقين وقوله إذا حجلوا من الحجلان وهو أن يمشي الإنسان كالمقيد وردينا من الرديان وهو المشي بسرعة.
556 وقتلت قينا، أي قتلت فارسهم المشهور المسمى قينا.
557 وشدوا شدة أخرى: أي شدوا شدة ثانية بعد ما شددنا قبلهم شدة أولى ورموا جوينا: أي قتلوه
558 ذا حفاظ أي صاحب محافظة على الشرف لم يزل ثابتًا في الحرب حتى قتل فيها وإن قتلته كانت محمودة تزين ولا تشين.
559 فآبوا بالرماح إلخ: أي رجعوا برماحنا مكسرة في أجسامهم ورجعنا بسيوفنا محنية بإعمالنا إياها في البيض والدروع التي عليهم وقت الجلاد معهم.
560 لهم أحاح: أي صوت من صدورهم يشبه الأنين. والأحاح: العطش. الكلمى: الجرحى، جمع كليم أي جريح. سرينا: ذهبنا ليلًا.
من مُثلُهم العليا:
وكانت لهم مثل عليا في حياتهم يتمنى كل منهم أن يترسمها ويحققها، ونراها مبثوثة في ثنايا أشعارهم، وأحيانا كانوا يحاولون أن يجمعها الواحد منهم في وصاياه التي ينصح أولاده باتباعها، ليكون كل منهم نموذجًا للمثل الأعلى للعرب، ومن هذه الوصايا قول عمرو بن الأهتم561:
لقد أوصيت ربعي بن عمرو ... إذا حزبت عشيرتك الأمور562
بألا تفسدن ما قد سعينا ... وحفظ السورة العليا كبير563
وإن المجد أوله وعور ... ومصدر غبه كرم وخير564
561 المفضليات، ص409 ب:5-17.
562 ربعي: ابنه. حزبت: فاجأت ودهمت وثقلت.
563 السورة: المجد والسيادة. يقول له: لا تهدم ما بناه آباؤك من الأجداد. بل صنها وتمسك بها وزد عليها فالمحافظة على الأمجاد وتراث الأسلاف مهمة كبرى.
564 وعور: مشقات وصعوبات. غبة: عاقبته. خير: خير عظيم. يقصد أن المكرمات لا تنال إلا بصعوبة ومشقة، وبناء الأمجاد ليس سهلًا، ولكن عاقبتها شرف وسؤدد عظيم.
نام کتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي نویسنده : الجندي، علي جلد : 1 صفحه : 435