responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قطب السرور في أوصاف الأنبذة والخمور نویسنده : الرقيق القيرواني    جلد : 1  صفحه : 136
بعثت إلى خطابها فأتوا بها ... وسقت لها عنهم إلى ربها المهرا
فجاءتهم بكراً [بخاتم] ربِّها ... محجبةً قد عتقت حججاً عشرا
أناخ عليها أغبر اللون أجوفٌ ... فصارت له قلباً وصار لها صدرا
أبت أن ينال الدنُّ مسَّ أديمها ... فحاك لها الإزباد من دونها سترا
قلوب الندامى في يديها أسيرةٌ ... يصيدونها مكراً وتقتلهم قهرا
إذا ما تحسَّاها النديم أخو الهوى ... أسرَّ بها تيهاً وأبدى بها كبرا
أخص الندامى عندها وأحبُّهم ... إليها الذي لا يعرف الظُهر والعصرا
إذا مسَّها الساقي أعارت بنانهُ ... جلابيب كالجادي في لونها صُفرا
إذا ما أدار الكأس ثنى بطرفه ... فعاطاهم خمراً وعاطاهم سِحرا
وقال:
ومشمولةٍ مما تُعتق بابلٌ ... كأن شعاع الشمس في كأسها انتشر
سلافة كرمٍ بنت خمسين حجةً ... إذا ما علاها الماء تقذف بالشرر
يطوف بها ساقٍ أغنُّ متوجٌ ... بوجنته خالٌ، وفي طرفه حور
عليه أكاليلٌ من الآسِ رصِّعت ... بأصناف ألوان الشقائق والزَّهر
فبت أُسقاها بأنعم ليلةٍ ... معتقةً حتى بدت غرَّةُ السَحر
وقال ابن المعتز:
وجاءني في قميص الليل مستتراً ... يستعجل الخطو من خوف ومن حذر
ولاح ضوء هلالِ كاد يفضحُهُ ... مثل القلامة قد قُدَّت من الظفر
وكان ما كان مما لست أذكره ... فظنَّ خيراً ولا تسأل عن الخبر
ومغرم باصطباح الراح نادمني ... لم تبق لذته وفراً ولم تذرِ
ما زلت أسقيه من حمراء صافيةٍ ... عجوز دسكرةٍ شابت من الكبر
راح الفرات على أغصان كرمتها ... بجدولٍ من زلال الماء منفجر
حتى إذا حرُّ آب جاش مرجلهُ ... بفائرٍ من هجير الشمس مستعر
ظلت عناقيدها يخرجن من ورقٍ ... كما احتبى الزنج في خضر من الأُزر
وكان قاطفها يسعى فأسلمها ... إلى خوابي قد عُمِّمن بالمدر
وقال:
خطبنا إلى الدهقان إحدى بناته ... فزوجنا منهن في خدرها الكبرى
فبينا نراها في الندامى أسيرةً ... لهم إذ مشت فيهم، فصاروا لها أسرى
وقال:
تذكر الصبح في غُمى فما صبراوارتاح لما رأى الإصباح قد نُشرا
وقال قوموا فكم من مسعدٍ عجلٍ ... أجاب دعوته الأولى فما انتظرا
ثم ابتدرنا نبيح الأرض مركبنا ... على قوارح خيل تنفض العُذرا
حتى أتينا على علياء يضربها ... برد النسيم فيضحي ماؤها خَصرا
وفوقها من دنانٍ فُرغ شُرفٌ ... كالرازقي أقاموا فوقه الدُررا
كانت غنى العلج أحياءً مملأةً ... فما جزاهن أمواتاً ولا شكرا
وكان خدرها حيناً فصلبها ... على الجدار تقاسي الريح والمطرا
وسقيا واشربا راحاً معتقةً ... تستأصل الهمَّ والأحزان والفكرا
لما وجاها بدت حمراء قانيةً ... كأنما ملئت من نفسها سكرا
وقال:
أشكو إلى الله خواناً سلافجا ... وحوَّل الوصل والأرسال والنظرا
يحرك القدُّ في أثوابه غُصناً ... ويُطلعُ الحسنُ من أزراره قمرا
وقال:
حننتُ إلى الندامى والعُقار ... وشربٍ بالصغار وبالكبارِ
وساقي حانةٍ يغدو علينا بزُنارٍ وأقبية صغار
أما وفتور مقلةِ بابليٍّ ... بديع القدّ ذي صُدُغٍ مُدارِ
لقد فضحت دموع العين سِري ... وأحرقني هواه بغير نار
ويخجل حين يلقاني كأني ... انقط خدَّه بالجلنار
وبيضاء الختام إذا اجتلتها ... عيونُ الشَّربِ حمراء الإزار

نام کتاب : قطب السرور في أوصاف الأنبذة والخمور نویسنده : الرقيق القيرواني    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست