responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قطب السرور في أوصاف الأنبذة والخمور نویسنده : الرقيق القيرواني    جلد : 1  صفحه : 137
جموح في عنان الماء تنزو ... إذا ما راضها نزو المهاري
فضضت ختامها عن روح راحِ ... لها جسدان من خزف وقار
تنقاها لكسرى رب كرمٍ ... يعد من الفلاسفة الكبار
وسقفها العريش فحمَّلتهُ ... عناقيداً كأثداء الجواري
نواعم لا تذلُّ بوطء رجلٍ ... وتعصر نفسها قبل اعتصار
فأودعها الدِّنانَ مصففاتٍ ... وأسلمها إلى شمس النهار
وألبسها فلانس معلماتٍ ... وصاحبها بصبرٍ وانتظار
فلما جاوز عشرين عاماً ... مخدرةً وقرت في قرار
أُتيح لها من الفتيان سمحٌ ... جوادٌ لا يشح على العُقار
فأبرزها تحدث عن زمانٍ ... كمثل الآل في البلد القفار
وقال: وكرخيَّة الأنساب أو بابليةٍ ثوت حقباً في ظلمة القار لا تسري
أرقت صفاء الماء فوق صفائها ... فخلتهما سُلاَّ من الشمس والبدرِ
وكم ليلةٍ باللهو قصَّرت طولها ... بساقية العينين والكف للخمر
وإني وإن كان التصابي يحثني ... لأبلغ حاجاتي وأجري على قدر
ظللت بملهى خير يومٍ وليلةٍ ... تدور علينا الكأسُ في فتيةٍ زهر
بكف غزالٍ ذي دلالٍ وطُرةٍ ... وصُدغين كالقافين في طرفي سطر
لدى نرجسٍ غصن وسروٍ كأنه ... قدود جوارٍ ملن في أُزر خضر
انتهى السفر الأول من كتاب قطب السرور في أوصاف الخمور والحمد لله رب العالمين على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلَّم.
كتابنا هذا له رونقٌ ... كرونق الحبات في عقدها
كادت تواليف الورى عنده ... تموت بالخجلة في جلدها
هذا كتاب نفيس ... لكشف همي ادخرتهُ
إلا برهنٍ وثيقٍ ... لصاحبٍ قد عرفته
فمن أراد كتابي ... فالشرط ما قد ذكرته
السفر الثاني من كتاب قطب السرور في وصف الخمور تصنيف العلاَّمة الأديب أبي إسحق إبراهيم المعروف بالرقيق النديم رحمه الله تعالى آمين
هذا كتاب لو يباع بوزنه ... ذهباً لكان البائعُ المغبونا
أو ما من الخسران أنك آخذٌ ... ذهباً، وتارك جوهراً مكنوناً

بسم الله الرحمن الرحيم
وقال ابن المعتز أيضاً:
يا رب يوم سرورٍ ... بالماردين قصيرِ
لو بعته بسنينٍ ... واعصر ودهور
وكلها في نعيم ... ما كنت بالمغدور
بكِّر عليَّ بكأسٍ ... فالخير في التبكير
أما ترى النجم ولى ... وهمَّ بالتغوير
[اليوم قصف وبسط ... فسقني بالكبير]
من كف ظبيٍ مليحٍ ... ساجي الجفون غرير
يزهى بوردة خدٍّ ... قد خُدشت بعبيرِ
وشعره من ظلامٍ ... ووجهه من نور
وقال أيضاً:
ذُرى شجرٍ للطير فيه تشاجرُ ... كأن سقيط الطل فيه جواهر
كأن القماري والبلابل فوقه ... قيانٌ وأوراق الغصون ستائرُ
شربنا على ذاك الترنم قهوة ... كأن على حافاتها الدُرَّ دائر
كأن نسيم الروض في جنباتها ... لخالخُ، فيما بيننا، وذرائرِ
وقال:
سقِّني الراحَ في شباب النهار ... وانف همِّي بالخندريس العقارِ
قد تولت زُهرُ النجوم وقد بَشَّر بالصبح طائر الأشجار
ما ترى نعمة السماءِ على الأرض وشكر الرِّياض للأمطار
وغناءَ الأطيار في فلق الصبح وحَلْيَ الأشجار بالنُّوار
وكأن الربيع يجلو عروساً ... وكأنا من قطره في نثار
وقال:
أقولُ لساقي القوم لا تعقرنها ... بماءٍ وأحزاني بصرفك فاعقر
ولا تسقنيها بنت عامٍ فإنها ... كما هي في عنقودها لم تغير
قريبة عهد بالغصون وبالثرى ... وبالشرب من ماءِ الرفات المفجر

نام کتاب : قطب السرور في أوصاف الأنبذة والخمور نویسنده : الرقيق القيرواني    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست