responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قطب السرور في أوصاف الأنبذة والخمور نویسنده : الرقيق القيرواني    جلد : 1  صفحه : 139
كأن برد نسيم الأرض حين بدا ... بردا ارتشاف حبيب زار في السحر
فأجر فيه حقوق الكأس دائرةً ... ما بين رجع حنين الناي والوترِ
واعلم بأن الليالي غير باقيةٍ ... فلا تبقِّ على وفرٍ ولا تذرِ
وقال:
يا ربَّ ليل بتُّهُ ناعماً ... بين ربا المختار والجسرِ
أخرج فيه لصِبا من صِبا ... واستحث الخمرَ بالخمرِ
وعذبةِ الألفاظ معشوقةٍ ... طوع الصِّبا مرهفةِ الخصر
كأنما البدران في وجهها ... فهي سماءُ الشمسِ والبدر
فلم أزل أشرب من كفها ... واجتني الشهد من الثغر
حتى تضجَّعت وبي مثلما ... بلحظ عينيها من السحر
والبدر قد مدَّ على نيله ... منطقةً من خالص التبرِ
وقال ابن المعتز:
قد سقتني خمراً، وريقاً كخمرِ ... بنت عشرٍ في كفِّها بنت عشرِ
ذرَّ في وجهها الملاحة ذراً ... خالقٌ هزَّ غصنها تحت بدرِ
وقال:
ومغرمٍ باصطباح الراح نادمن ... لم تُبقِ لذته وفراً ولم تذر
ما زلت أسقيه من حمراء صافيةٍ ... عروس دسكرة شابت من الكِبر
راح الفرات على أغصان كرمتها ... بجدولٍ من زلال الماء منفجر
حتى إذا حرُّ آبٍ جاش مرجله ... بفائرٍ من هجير الشمس مُستعر
ظلت عناقيدها يخرجن من مدرٍ ... كما احتبى الزنج في خضرٍ من الأُزر
وطاف قاطفها يسعى فأسلمها ... إلى خوابي قد عُمِّمن بالمدرِ
وقال:
من معيني على السهر ... وعلى الغم والفكر
وابلائي من شادنٍ ... كبُر الحبُّ إذ كبر
قام كالغصن في النقا ... يمزج الشمس بالقمر
غافلاً عن بليتي ... قاتلاً لي وما شَعَر
صاح إن أمكنتك لذةُ عيشٍ فلا تذر
وتقدم ولا تخف ... فاز بالوصل من جسر
كم عذول على الخطيئة واللهُ قد غَفَرْ
فسقاني المُدام والليلُ بالصُّبح مؤتزر
والثريا كنور غصنٍ على الغرب قد نُثر
وقال أبو الشيص:
نهى عن خلَّة الخمر ... بياض لاح في الشعر
وقد أغدو وعين الشمس في أثوابها الصفر
على صهباء كالشمس ... وكالكافور في النشر
وظبيٌ يعطف الأرداف من متنيه والخصر
على ألطف ما شدَّت عليه عُقد الأُزر
رهيفٌ يرتمي الألباب عن قوسٍ من السِّحر
له طرف يشوب الخمرَ للنُّدمان بالخمرِ
عجوزٌ نسج الماءُ لها طوقاً من الشذر
كأن الذهب الأحمر من حافاتها يجري
وقال آخر:
وليلةٍ من حسنات الدهر
ما يمَّحى موضعها من ذكري
ولا تسلاَّها بنات صدي
سريت فيها بخيول شقِر
سياطها ماء السحاب الغُرِّ
فلم تزل تحت الظلام تجري
محثوثةً حتى بلغت سُكري
في روضا مقمرة بالزهرِ
وشادنٍ ضعيف عقد الخصرِ
يمضي بموجٍ ويجي ببدرِ
مكحولة أجفانه بسحر
في خده عقارب لا تسري
من سبح قد قيدت بعطرِ
تلسع أحشائي وليس تدري
يا ليلة سرقتها من دهري
ما كنت إلا غرة في عمري
أما وريقٍ باردٍ وثغر
ما الموت إلا الهجر أو كالهجر
وقال:
قم فاسقني قبل أصوات العصافير ... أما ترى الصبح قد أبدى بتنوير
حمراء من خمر بيروتٍ معتقة ... ترمي الندامى بتخدير وتفتير
يسعى بها ساحرُ الألحاظ زينهُ ... ثوبان قد قُلصا عنه بتشمير
إذا تناول كأساً ثم قام بها ... حياً وجوها كأمثال الدنانير
وقال:
وشرابٍ أرقَّ من دمعة الشكوى على خدِّ عاشقٍ مهجور
خلتها في كئوسها إذا أُديرت ... زعفراناً جرى على كافورِ
وقال في نبيذ الدوشاب: أخي رُدَّ كأسَ الخمر عني فلا خمرا تبدلت منها أسوداً حالكاً مُرا
كأن الندامى حين عاطوا كئوسه ... محابر وراقين قد مُلئت حِبرلاا
وقال:

نام کتاب : قطب السرور في أوصاف الأنبذة والخمور نویسنده : الرقيق القيرواني    جلد : 1  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست