الأعمى الذي رواه الترمذي [1] وغيره.
والمسألة بخلقه لا تجوز؛ لأنه لا حق للخلق على الخالق فلا يجوز أن يسأل ما ليس بمستحق، ولكن معقد العز من عرشك هل هو سؤال بمخلوق أو بالخالق؟ فيه نزاع بينهم فلذلك تنازعوا فيه، وأبو يوسف بلغه الأثر فيه أسألك بمعقد العز من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك، وباسمك الأعظم وجدك الأعلى وكلماتك التامة فجوزه لذلك [2] والله أعلم.
(وأما الجواب) عن الحديثين المذكورين فمن وجوه» [3] ثم ذكرها فلتراجع.
[هدم القباب والأبنية على القبور والمشاهد والمزارات ودعوى بغض الأولياء]
هدم القباب والأبنية على القبور والمشاهد والمزارات ودعوى بغض الأنبياء والأولياء: إن ما ادعاه الخصوم بأن الدعوة إذا تمكنت في بلد قامت بهدم القباب والأبنية على القبور والمشاهد والآثار فهذا حق، وهو عين الصواب، ويجب أن تمدح به ولا تذم، لكن الخصوم صوروا ذلك بصورة الباطل، ولبَّسوا على العامة دينهم وروَّجوا هذه الأخبار، وما يزاد عليها من مزاعم وحكايات في معرض التشنيع والاعتراض على هذه الأعمال. والتلبيس على الناس بأن إزالة هذه البدع تعني بغض الأولياء والصالحين وإهانتهم.
مع أن الدعوة السلفية حين قامت بذلك كانت تفعله امتثالاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنكارًا لهذه البدع والمنكرات والمظاهر الشركية بمقتضى الأدلة الشرعية والتي منها حديث علي - رضي الله عنه - الذي أخرجه الإمام أحمد في السنة ومسلم في صحيحه وغيرهما: «عن أبي الهياج الأسدي قال: قال علي - رضي الله عنه -: «ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن لا تدع تمثالًا إلا طمسته ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته» [4] .
وكان من أساليب الخصوم وإمعانهم في تهييج عواطف عامة المسلمين وجهالهم [1] وقد صحَّ الحديث في ذلك، رواه الترمذي (3578) ، وابن ماجه (13785) ، وقال الترمذي: حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر وهو الخطمي، وحسنه الألباني في التوسل. [2] والأثر رواه الطبراني وقال الهيثمي في المجمع (10) إسناده حسن. [3] مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (1، 78) . [4] سبق تخريجه.