responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إسلامية لا وهابية نویسنده : العقل، ناصر بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 340
طلب من بعض العسكر زوجته، فقال له: حتى تبيت معي هذه الليلة وأعطيها لك من الغد " [1] .
ويقول محمد كامل ضاهر تحت عنوان: " الدعوة الوهابية والتطور ":
" مضى على ظهور الدعوة الوهابية حوالي قرنين من الزمن، استطاعت خلالهما أن تحافظ على حيويتها رغم الصعاب الشديدة التي واجهتها، وأن تصبح مصدرا روحيا لمعظم حركات التجديد في العالم الإسلامي الحديث، فالعثمانيون حاولوا القضاء عليها عسكريا بعدما شعروا بجسامة خطرها عليهم من الناحيتين السياسية والدينية، لكنهم فشلوا فأخذوا يحرضون الناس ضدها في شتى أنحاء العالم الإسلامي بعد أن اتهموا أتباعها بالكفر، وبالخروج على طاعة الخليفة العثماني، وقد شارك كثير من علماء المسلمين في هذه الحملة التشهيرية بعد أن هددت الدعوة مكانتهم عند الناس، وقوضت الخرافات والبدع التي كانوا يعتبرونها من صميم الدين، وساعد الانجليز أيضا بهذا التشهير بأن لجئوا إلى تشويه مبادئ الدعوة، خاصة وأن بعض الهنود المتأثرين بالتعاليم الوهابية أسسوا دعوات مشابهة لها في بلادهم، فكانت مصدرا لكثير من المتاعب للحكم الإنجليزي.
ساهمت كل هذه الأسباب في تعثر انتشار أفكار الدعوة بين المسلمين، أو التعرف إلى حقيقتها، لكن الوهابيين تخطوا كل هذه الظروف القاسية، واستطاعوا إنشاء دولة لها دورها المتعاظم في مجتمع الدولة المعاصر.
ومن الممكن أن نعلل حيوية الدعوة الوهابية واستمراريتها بالأسباب التالية:
1 - لأنها كانت تعبر بصدق وإخلاص عن تعاليم الإسلام الحقيقية، كما جاءت من منابعها الأولى في القرآن والسنة، وكما مارسها النبي وصحابته، لذلك دعت إلى تطهير هذه التعاليم من البدع والخرافات التي تسربت إليها من مصادر غريبة، فشوهتها وحادت بها عن معانيها الحقيقية.
2 - لأنها كانت أول حركة إسلامية في العصور الحديثة سعت إلى إعادة توحيد المسلمين دينيا وسياسيا بعدما أنهكتهم الخلافات المذهبية الضيقة، الناتجة عن تعصب كل فريق لمذهبه دون النظر إلى ما في المذاهب الأخرى من أفكار وآراء راجحة.

[1] الجبرتي في تاريخه (3، 342) .
نام کتاب : إسلامية لا وهابية نویسنده : العقل، ناصر بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 340
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست