والأجسام؟ فقال: "مقالات الفلاسفة، عليك بالأثر وطريقة السلف، وإياك وكل محدثة فإنها بدعة"[1].
فكان رحمه الله يأمر من سأله عن الكلام بأن يتبع الأثر وطريقة السلف، وينهاه عن الأمور المحدثة، فمما سبق يتبين أن الإمام أبا حنيفة باشر علم الكلام وتضلع فيه، ثم نهى عنه وذمه، وكذلك ذمه إمام دار الهجرة مالك بن أنس، فقد قال: "من طلب الدين بالكلام تزندق" [2].
وقال: "الكلام في الدين أكرهه" [3].
وهذا يدل على أن علم الكلام كان موجودا وكان الناس يتعاطونه، أما قول الذهبي: "إن علم الكلام لم يكن له وجود" [4].
فيظهر أنه لم يرد نفي وجود علم الكلام مطلقا بل أراد أن علم الكلام لم يكن موجودا علما مدونا له كتبه ومصنفاته، أما وجوده علما يتعاطى بالألسن والسماع والمناظرة فهذا لا شك في وجوده.
= أظهرته له وبرزته إليه. وعند المتكلمين العرض ضد الجوهر لأن الجوهر هو ما يقوم بذاته ولا يفتقر إلى غيره ليقوم به، فالجسم جوهر يقوم بذاته. وأمام اللون فهو عرض لأنه لا قيام له إلا بالجسم، فممن قال بنفي الأعراض من المعتزلة عبد الرحمن بن كيسان الأصم ومن الملاحدة الدهرية والسمنية.
انظر الصحاح 3/1082؛ وأصول الدين للبغدادي ص37؛ وأصول الدين للبزدوي ص11-12، ومقالات الإسلاميين ص343-433؛ والفرق بين الفرق ص115-116؛ والمعتمد في أصول الدين للقاضي أبي يعلى ص37؛ والشامل في أصول الدين ص167؛ والمواقف ص96؛ والمعجم الفلسفي 2/69. [1] كتاب الحجة في بيان المحجة ص22؛ وذم الكلام للهروي "ق-194-ب". [2] ذم الكلام "ق-173-أ". [3] جامع بيان العلم وفضله ص415. [4] سير أعلام النبلاء 6/398.