responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 145
وَالْوَاجِب على الْعَارِف بِاللَّه أَن ينزل كل شَيْء بِحَيْثُ أنزلهُ الله ويسميه بِمَا سَمَّاهُ الله فَإِن أقرّ بِأَن الله خَاطب بِصَوْت مسموع أَو ظهر فِي صُورَة مرئية فقد أقرّ بِأَن الله خص ذَلِك الصَّوْت وَتلك الصُّورَة بِمَا لم يخص بِهِ شَيْئا من الْمَخْلُوقَات وَأَن الْوَاجِب على من سمع ذَلِك الصَّوْت أَن يَقُول سَمِعت صَوت الله وَمن رأى تِلْكَ الصُّورَة يَقُول رَأَيْت صُورَة الله وَلِهَذَا وَجب على مُوسَى إِذْ سمع صَوت الْقَائِل أَنا رَبك أَن يجاوبه بإسم الرب وَيَقُول بِأَنَّهُ ربه وَوَجَب على آدم إِذْ قَالَ يَا آدم أَن يستجيب فَيَقُول هنأأنذا يَا رب وَكَذَلِكَ فِي مخاطبته لجَمِيع الْأَنْبِيَاء لِأَن الصَّوْت لم يقل أَنا صَوت الله وَأَنا أخاطب عَن الله وَإِنَّمَا الله خَاطب بِهِ فَقَالَ أَنا الله فَالْوَاجِب أَن نخاطب بِمثل مَا خَاطب بِهِ
وَمثل ذَلِك يجب فِي الصُّورَة وَمن ظهر لَهُ الله فِي صورته كَمَا ظهر لأشعياء ولدانيال فقد وَجب عَلَيْهِ أَن يسْجد للصورة وَأَن يخاطبها باسم الله لِأَن علمه بِأَن الله خص تِلْكَ الصُّورَة بالإتخاذ لَهَا والإحتجاب بهَا ضام لَهُ إِلَى عِبَادَته فِيهَا لِأَنَّهُ قد رضى أَن يرى فِيهَا ويعبد بهَا
وَقد علمنَا أَن الله خَالق الصَّوْت الَّذِي أسمعهُ لمُوسَى كَمَا علمنَا أَن الله خلق جَمِيع الْأَصْوَات وَلَكِن وَجب علينا الْإِقْرَار لذَلِك الصَّوْت بالربوبية مَا لم يجب لغيره لعلمنا أَن الله ولى المخاطبة بذلك وَكَذَلِكَ يجب فِي الصُّورَة أَن يَخُصهَا من الْإِكْرَام بِمَا خصها الله بِهِ
وَمن قَالَ لَا يجب أَن يُخَاطب الصُّورَة باسم الله وَلَا أَن يُجَاوب الصَّوْت بإسم الله فقد قَالَ إِنَّه لَا يجوز أَن يتَّخذ الله صُورَة وَلَا أَن يسمع صَوتا وَإِذا وَجب إكرام الْحجاب بإكرام المحتجب بِهِ لم يبْق علينا من الْكَلَام شَيْء إِلَّا فِي الْحجاب الَّذِي اتَّخذهُ منا وَهُوَ الْمَسِيح والإستشهاد بِالتَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيل فِي أمره إِلَّا أَنا نقدم القَوْل فِي ذَلِك بِالْقِيَاسِ لِئَلَّا نستشهد بِالْكتاب إِلَّا فِيمَا كَانَ دَاخِلا تَحت الْإِمْكَان
ثمَّ قَالَ هَذَا وَإِن لم يُوجِبهُ الْقيَاس إِيجَاب الإضطرار فَإِنَّهُ يجوزه تَجْوِيز الْإِمْكَان لِأَن الْقيَاس الَّذِي فضل بِهِ الْإِنْسَان على جَمِيع خلقه وخاطبهم بِمثل لغتهم وتشبه بهم فِي مخاطبتهم وَخلق كل

نام کتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست