نام کتاب : الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في تو ضيح العقيدة نویسنده : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر جلد : 1 صفحه : 231
الإيمان بالملائكة:
وهذا المبحث له صلة عميقة بالإيمان بالنبوات، إذ أن الملائكة هم الذين يبلغون وحي الله إلى خلقه، ولا يتم الإيمان بالله وكتبه ورسله إلا بالإيمان بالملائكة، وقد أشار ابن سعدي إلى أن الإيمان بالملائكة داخل في الإيمان بالنبوات حيث قال: "والإيمان بالملائكة مع القدر داخل في هذا الأصل العظيم"[1] يعني الإيمان بالنبوات؛ لذا فقد رأيت أن أجعل هذا المبحث ضمن الكلام على النبوات.
هذا وقد تناول ابن سعدي هذا الأصل العظيم في مؤلفاته وبين وجوب الإيمان به وأنه أحد أصول الإيمان. وبين أن الإيمان لا يتم إلا بالإيمان بالملائكة، كما تناول ذكر أوصافهم وأعمالهم.
قال رحمه الله: "الإيمان بالملائكة أحد أصول الإيمان ولا يتم الإيمان بالله وكتبه ورسله إلا بالإيمان بالملائكة وقد وصفهم الله بأكمل الصفات وأنهم في غاية القوة على عبادة الله، والرغبة العظيمة فيها، وأنهم يسبحون الليل والنهار لا يفترون، وأنهم لا يستكبرون عن عبادته بل يرونها من أعظم نعمه عليهم وأنهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
ففي هذا بيان كمال محبتهم لربهم وقوة إنابتهم إليه ونشاطهم التام في طاعته وأنهم لا يعصونه طرفة عين. وهم وسائط بينه وبين رسله، لا سيما جبريل أفضلهم وأعظمهم وأقواهم وأرفعهم عند الله منزلة، فإنه ذو قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين وما هو على الغيب بضنين {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ. نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ. عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} [2].
وكما أنهم الوسائط بينه وبين عباده في تبليغ الوحي والشرائع إلى الأنبياء، فهم الوسائط في التدبيرات القدرية، فإن الله وصفهم بأنهم المدبرات أمراً فكل طائفة منهم قد وكله على عمل هو قائم به بإذن الله، فمنهم الموكلون بالغيث والنبات والموكلون بحفظ العباد مما يضرهم ويحفظ أعمالهم وكتابتهم والموكلون بقبض الأرواح وبتصوير الأجنة في الأرحام وكتابة ما يجري عليها في الحال والمآل، والموكلون على الجنة والنار، ومنهم حملة العرش ومن حوله من الملائكة المقربين، إلى غير ذلك مما وصفوا به في الكتاب والسنة"[3]. [1] الفتاوى السعدية /15. [2] سورة الشعراء/ الآيات 192-194. [3] الخلاصة /29.
نام کتاب : الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في تو ضيح العقيدة نویسنده : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر جلد : 1 صفحه : 231