نام کتاب : الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في تو ضيح العقيدة نویسنده : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر جلد : 1 صفحه : 232
ثم قال رحمه الله بعد ذكر هذه الجملة النافعة من أوصف هؤلاء الكرام البررة ومن نعوت هؤلاء الأطهار. مبينا الواجب نحوهم، وأنه يجب الإيمان بهم "فيجب الإيمان بهم إجمالا وتفصيلاً، وكثير من سور القرآن فيها ذكر الملائكة، والخبر عنهم فعلينا أن نؤمن بذلك كله"[1].
كما بين رحمه الله أن الإيمان بالملائكة من الإيمان بالغيب الذي هو صفة من صفات المؤمنين المتقين كما قال سبحانه: {هُدىً لِلْمُتَّقِينَ. الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [2].
فبين أنه لا يتم الإيمان بالغيب إلا بالإيمان بالملائكة، قال:
"ومن الإيمان بالغيب الإيمان بالملائكة الكرام الذين جعلهم الله عباداً مكرمين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون وأنهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون، وأنه تعالى جعلهم يدبرون بأمره وإذنه أمور الدنيا والآخرة فهم أكثر جنود الله وهم رسله في أحكامه الدينية وأحكامه القدرية وأن الله جعل للعبد منهم معقبات يحفظونه من أمر الله ويحفظون عليه أعماله ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد، {كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ. وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ. كِرَاماً كَاتِبِينَ. يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} ، ولهم صفات وأفعال مذكورة في الكتاب والسنة لا يتم الإيمان بالغيب إلا بالإيمان بها"[3].
كلامه عن منكري وجود الملائكة:
بين ابن سعدي أن الإيمان بالملائكة وأوصافهم ونعوتهم عقيدة راسخة في نفوس المسلمين، ولا ينكر ذلك أحد إلا الزنادقة المنكرين لوجود الله سبحانه.
قال رحمه الله: "ولا تكاد تجد أحداً ينكر وجود الملائكة إلا الزنادقة المنكرين لوجود ربهم ومن تستر بالإسلام منهم فإنه ينكر الملائكة حقيقة وينكر خبر الله ورسوله عنهم، ويفسر الملائكة تفسيراً وتحريفاً خبيثاً فيزعم أن الملائكة هي القوى الخيرية والصفات الحسنة الموجودة في الإنسان، وأن الشياطين هي القوى الشريرة فيه وغرضهم من هذا التحريف دفع الشنعة عنهم، وقد ازدادوا بهذا التحريف شراً إلى شرهم، وراج هذا [1] الخلاصة /29. [2] سورة البقرة/ الآيتان 2، 3. [3] المواهب الربانية /67.
نام کتاب : الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في تو ضيح العقيدة نویسنده : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر جلد : 1 صفحه : 232