responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس نویسنده : أبا بطين، عبد الله    جلد : 1  صفحه : 112
وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا"[1]. وكذلك فعل معاوية مع يزيد بن الأسود الجرشي لما استسقى قال: "اللهم إنا نستشفع إليك بخيارنا يزيد، يا يزيد ارفع يديك إلى الله فرفع يديه ودعا ودعوا فسقوا" [2]. فهذا من الوسيلة.
قال شيخ الإسلام تقي الدين: أما التوسل والتوجه إلى الله وسؤاله بالأعمال الصالحة التي أمر الله بها كدعاء الثلاثة الذين آووا إلى الغار بأعمالهم الصالحة، وبدعاء الأنبياء والصالحين وشفاعتهم فهذا مما لا نزاع فيه بل هو من الوسيلة التي أمر الله بها في قوله: {وابتغوا إليه الوسيلة} وقوله: {يبتغون إلى ربهم الوسيلة} فإن ابتغاء الوسيلة إليه هو طلب ما يتوسل به، أي يتوصل به ويتقرب إليه به سبحانه سواء كان على وجه العبادة والطاعة وامتثال الأمر أو كان على وجه السؤال والاستعاذة به رغبة إليه في جلب المنافع ودفع المضار، ومن ذلك سؤاله بأسمائه وصفاته كقوله: أسألك بأن لك الحمد لاٍإله إلاأنت المنان بديع السموات والأرض ياذا الجلال والإكرام.
واستدل المعترض بقول الله سبحانه {لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَانِ عَهْدًا} . قال: فقد أخبر أن الله ملك المؤمنين الشفاعة، فطلبها ممن يملكها بتمليك الله له لا مانع منه، كمن طلب المال وغيره ممن ملكه الله إياه، ومراد المنادي له صلى الله عليه وسلم والمتوسل به إنما هو الشفاعة. انتهى.
قوله: إن الله ملك المؤمنين الشفاعة كما ملك أهل الدنيا المال وغيره فحقيقة هذا القياس أن الشفعاء يشفعون عنده بغير إذنه وفيمن لا يرضى أن يشفع فيه[3]، كما أن أهل الدنيا [يتصرفون فيما أعطاهم الله بغير إذنه

[1] أخرجه البخاري، كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، حديث 3710.
[2] أخرجه ابن سعد في الطبقات "7 / 444" والذهبي في السير "4 / 137".
[3] في "ب" "وفيما يرضى أن يشفعون فيه".
نام کتاب : تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس نویسنده : أبا بطين، عبد الله    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست