responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحذير أهل الأيمان عن الحكم بغير ما أنزل الرحمن نویسنده : الإسعردي، إٍسماعيل    جلد : 1  صفحه : 56
وأخرج البخاري فيه ومسلم في الوصايا عنه عن ابن عباس قال لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال وفيهم عمر بن الخطاب قال: "هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده" فقال عمر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله تعالى، واختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول: "قربوا يكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا لن تضلوا بعده". ومنهم من يقول: "ما قال عمر"، فلما أكثروا اللغط والاختلاف عند النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قوموا عني". قال عبيد الله فكان ابن عباس يقول: "إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم".
فتأمل هذه الأحاديث وأعطها حقها من التأمل الصادق تعلم أن الله سبحانه وتعالى لم يحوجنا معشر أهل القرآن إلى كتاب آخر من الكتب السماوية بل اشتمل كتابنا على جميع ما فيها من المحاسن وعلى زيادات كثيرة لا توجد فيها فلهذا كان مصدقا لما بين يديه من الكتب ومهيمنا عليها يقرر ما فيها من الحق ويبطل ما حرف منها وينسخ ما نسخه الله فيقر الدين الحق وهو جمهور ما فيها وببطل الدين المبدل الذي لم يكن فيها والقليل الذي نسخ منها.
وأما قول ابن عباس رضي الله عنهما: "إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم فقد قال المتكلمون في شرح هذا الحديث: أن عمر رضي الله عنه كان أفقه من ابن عباس وأدق نظرا لاكتفائه بالقرآن وعلمه أن الله تعالى أكمل دينه بقوله تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} وقوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُم} وأمنه الضلال على الأمة.

نام کتاب : تحذير أهل الأيمان عن الحكم بغير ما أنزل الرحمن نویسنده : الإسعردي، إٍسماعيل    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست