نام کتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد نویسنده : البكري، عبد الهادي جلد : 1 صفحه : 107
وذكر في (ص 202) من المعان أن المراد بهم الكفار لأنهم لا يعتقدون صحته ولذلك قال: {يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِم} [1].
وأن من المعاني أن المراد بالإنذار جميع الخلائق فيدخل فيه كل مؤمن معترف بالحشر، وكل كافر منكر له; لأن الكل يخاف سواء اعتقد وجوده أو شك فيه، ولأن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم عامة لجميع الخلق.
وبين في نفس الصفحة أن معنى قوله تعالى: {لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيع} [2] أي: ما لم يؤذن بالشفاعة فإذا أذن كان للمؤمنين ولي وشفيع، وأن هذا مذهب أهل السنة والجماعة الذين يعتقدون أن الشفاعة تنفع العصاة من أهل التوحيد.
وتحت قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْض} [3] الآية. بين رحمه الله في (ص 205 - 206) أنواع الشفاعة المنفية والمثبتة واستدل عليها. وبين رحمه الله في (ص 209) أن المقام المحمود هو الشفاعة واستدل عليه.
وفي باب قول الله تعالى: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [4].
بين الشارح في (ص 213 - 214) أن الهداية والإضلال بيد الله سبحانه واستدل على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بعثت داعيًا ومبلغًا وليس إلي من الهدى شيء، وخلق إبليس مزينا وليس إليه من الضلالة شيء " ثم عرض الأدلة من القرآن تصديقا لذلك، وتوصل إلى أن من فهم معنى قول الله تعالى: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [5] تبين له بطلان قول المشركين وفساد شركهم. [1] سورة الأنعام، الآية: 51. [2] سورة الأنعام، الآية: 51. [3] سورة سبأ، الآية: 22. [4] سورة القصص، الآية: 56. [5] سورة القصص، الآية: 56.
يفتح الله على يديه، فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها، فلما أصبحوا غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقيل: هو يشتكي عينيه فأرسلوا إليه فأتي به...................................
ومحبة العبد لله عز وجل أن يسارع إلى طاعته [وابتغاء مرضاته] ،[1] وأن لا يفعل ما يوجب سخطه وعقوبته، وأن يتحبب إليه بما يوجب له الزلفى لديه {يفتح الله على يديه} فيه علم من أعلام النبوة فإنه وقع كما قال {فبات الناس يدوكون ليلتهم} أي: يخوضون {أيهم يعطاها} قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه " ما أحببت الإمارة إلا يومئذ، فتساورت[2] رجاء أن أدعى لها3 " {فلما أصبحوا غدوا على[4] رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها} أي: الراية، حرصا [منهم] ،[5] على الفضيلة {فقال: "أين علي بن أبي طالب؟ "} رضي الله عنه وكان قد تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج فلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم في خيبر وكان به رمد {فقيل هو يشتكي عينيه} من رمد أصابه {فأرسلوا إليه فأتي به} الذي أتى به سلمة بن الأكوع[6] يقوده [1] ما بين القوسين سقط من ((الأصل)) , وهو ثابت في بقية النسخ. [2] جاء في كل النسخ: (فساورت) , والمثبت من ((صحيح مسلم)) . [3] ((صحيح مسلم مع شرح النووي)) : (15/185, ح 33/2405) كتاب فضائل الصحابة, باب فضائل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-. [4] في النسخ الأخرى: (غدوا إلى) . [5] ما بين القوسين من غير ((الأصل)) . [6] هو: سلمة بن الأكوع, وقيل: سلمة بن عمرو بن الأكوع, صحابي جليل, كان ممن بايع تحت الشجرة, كان شجاعًا راميًا, قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: ((خير رجالتنا سلمة بن الأكوع)) , سكن في آخر حياته بعد مقتل عثمان في الربذة, وعاد إلى المدينة قبل أن يموت بليال, مما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: لا يقول أحد باطلا لم أقله إلا تبوأ مقعده من النار , توفي سنة 74 هـ, وقيل: 64 هـ. انظر ترجمته في: ((أسد الغابة)) : (2/271-272) , ((الإصابة)) : (4/233) , ((صفة الصفوة)) : (1/683) , ((الطبقات)) لابن سعد: (4/305-308) .
نام کتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد نویسنده : البكري، عبد الهادي جلد : 1 صفحه : 107