responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد نویسنده : البكري، عبد الهادي    جلد : 1  صفحه : 115
وقوله تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً} .........

وفي الآية دليل على أن[1] من أطاع مخلوقا في معصية الخالق فقد اتخذه ربا، وحقيقة التوحيد إفراد الله بالطاعة، وإفراد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمتابعة،[2] وطاعة المخلوق في المعصية تارة تكون شركا أكبر إذا أوجب ذلك أو استحبه أو استحله مع معرفته أنها معصية كما يفعل جهال الصوفية مع مشايخهم،[3] وغلاة الرافضة مع أئمتهم[4] وإن اعتقدوا تحريمه كان شركا أصغر.
{وقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً} [5]} يعني:

[1] هكذا في ((الأصل)) , وفي بقية النسخ سقطت كلمة: (أن) .
[2] ولقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية لذلك فقال: (إن الإسلام مبني على أصلين تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله, وتحقيق شهادة أن محمدا رسول الله, وقال: إن معرفة ذلك هو حقيقة قولنا لا إله إلا الله محمد رسول الله) . انظر: ((مجموع الفتاوى)) : ([1]/310, 311, 333, 365) .
[3] انظر لأمثلة ذلك في: ((مجموع الفتاوى)) لشيخ الإسلام ابن تيمية: (11/513- 530) .
فقد رد شيخ الإسلام على من يقول: (أنت للشيخ فلان وهو شيخك في الدنيا والآخرة) . فبين أن الانتساب الذي يفرق بين المسلمين, وفيه خروج عن الجماعة والائتلاف إلى الفرقة, وسلوك طريق الابتداع, ومفارقة السنة والاتباع, فهذا مما ينهى عنه ويأثم فاعله ويخرج بذلك عن طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
[4] انظر رسالة: ((الرد على الرافضة)) للمقدسي: (ص 72) , فإنهم يعتقدون أن الإمام معصوم عن الخطأ والنسيان والمعاصي في الظاهر والباطن, ويجوزون أن تجري على يديه خوارق العادات, وأنه قد أحاط علما بكل شيء.
[5] سورة البقرة، الآية: 165.
وذكر في نفس الصفحة أن المراد به هنا الاستسقاء بالأنواء، وذلك أنهم كانوا يقولون إذا مطروا: مطرنا بنوء كذا، ولا يرون ذلك المطر من فضل الله عليهم، فقيل لهم: أتجعلون رزقكم، أي: شكركم بما رزقكم التكذيب، ثم قال: فمن نسب الإنزال إلى النجم فقد كذب برزق الله ونعمه وكذب بما جاء به القرآن.
وتحت حديث: " أربع من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب …" [1] الحديث. ذكر من (ص 321 - 324) بعض الأحاديث في التحذير من الفخر بالأحساب والتعاظم بالأنساب. ثم ذكر في (ص 325) روايتين في وعيد النائحة وعرف بها، وذكر أن تهيئة الطعام للنائحات محرم; لأنه إعانة على معصية. وتحت حديث: " أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب "[2].
ذكر الشارح في (ص 328) معنى النوء وأنه أحد المنازل وهي الكواكب الثمانية والعشرون التي هي منازل القمر، وأنهم يزعمون أن القمر إذا نزل بعض تلك الكواكب مطروا، فأبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك وجعل سقوط المطر من فعل الله عز وجل لا من فعل غيره.
ثم ذكر في (ص 328 - 329) الحكم بالتفصيل فيما إذا قال مسلم: مطرنا بنوء كذا. وتحت حديث ابن عباس: قال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا فأنزل الله هذه الآية {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} [3] الآية.

[1] صحيح مسلم: كتاب الجنائز (934) , ومسند أحمد (5/344) .
[2] البخاري: الجمعة (1038) , ومسلم: الإيمان (71) , وأبو داود: الطب (3906) , وأحمد (4/117) , ومالك: النداء للصلاة (451) .
[3] سورة الواقعة، الآية: 75.
نام کتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد نویسنده : البكري، عبد الهادي    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست