نام کتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد نویسنده : البكري، عبد الهادي جلد : 1 صفحه : 141
صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم، يقال لها: ذات أنواط، فمررنا بسدرة أخرى فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكبر، إنها السنن، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى {اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ
صلى الله عليه وسلم إلى حنين} وهو واد بين مكة والطائف[1] {ونحن حدثاء عهد بكفر} يعني: أن انتقالهم من الكفر إلى الإسلام قريب، والذي ينتقل من الباطل إلى الحق الذي اعتاده قلبه لا يأمن أن يكون في قلبه بقية من تلك العادة {وللمشركين} من العرب {سدرة} أي: شجرة من السدر {يعكفون عندها وينوطون} أي: يعلقون {بها[2] أسلحتهم، يقال لها} أي: تسمى {ذات أنواط} لكونها يناط بها الأسلحة {فمررنا بسدرة أخرى فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط} وقصدهم التقرب إلى الله بذلك لظنهم أنه يحبه {ف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الله أكبر} تعجبا من طلبتهم ذلك {إنها السنن} أي: سنن أهل الكتاب المذمومة {قلتم والذي نفسي بيده} حلف وهو لا يحلف إلا لمصلحة {كما قالت بنو إسرائيل لموسى} عليه السلام {اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [3] أي: أن[4] طلبتكم كطلبة بني [1] جاء في ((معجم البلدان)) ([2]/313) أنه قريب من مكة, وقيل: واد قبل الطائف, وقيل: واد بجنب ذي المجاز, وأن بينه وبين مكة ثلاث ليال, وقيل: بضع عشرة ميلا. [2] هكذا في ((الأصل)) , و ((ش)) , وفي ((ر)) سقط قوله: (بها) , وفي ((ع)) : (وينوطون أسلحتهم, أي: يعلقون أسلحتهم بها) . [3] سورة الأعراف، الآية: 138. [4] سقطت كلمة: (أن) من ((ر)) , و ((ع)) , وهي ثابتة في ((الأصل)) , و ((ش)) .
وتحت حديث عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ... "[1] الحديث. ذكر الشارح في (ص 526 - 528) المقصود بقرن النبي صلى الله عليه وسلم ثم بيَّن معنى القرن والخلاف في مقدار مدته، ورجح أن القرن مائة سنة.
واستدل عليه بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعبد الله بن بسر: " إنك تعيش قرنا " فعاش مائة سنة. وفي (ص 528 - 529) ذكر الشارح أن في الحديث دلالة أنه لا يجوز للشاهد أداء الشهادة حتى يسأله المشهود له إذا كان عالمًا بها. ثم ذكر أنه إن كان المشهود له غير عالم بها جاز أداؤها قبل طلبها. واستدل على ذلك بحديث: " ألا أخبركم بخير الشهود الذي يأتي بشهادته قبل أن يسأل عنها "[2] رواه مسلم. وتحت حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ... "[3] الحديث.
نقل الشارح في (ص 530) عن السيوطي معنى القرن وبين أن البدع قد ظهرت من القرن الثالث ظهورا فاشيًا. وتحت قول إبراهيم التيمي: (كانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار) . ذكر الشارح في (ص 531 - 532) أنه يستحب لوالد الصبي وولي اليتيم وقيمه أن يحسن أدبه ويربيه ويأمره بحسن الأخلاق ويصونه وينهاه عن مساويها، ثم ذكر التدرج معه في التربية والتأديب وما يبدأ به معه.
واستدل على قوله بحديث: " مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين فإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها "[4]. [1] الترمذي: الأمثال (2863) , وأحمد (4/130 ,4/202 ,5/344) . [2] مسلم: المساقاة (1587) , والترمذي: البيوع (1240) . [3] البخاري: في اللقطة (2435) , ومسلم: اللقطة (1726) , وأبو داود: الجهاد (2623) , وابن ماجه: التجارات (2302) , وأحمد (2/6) , ومالك: الجامع (1812) . [4] البخاري: الجهاد والسير (2790) , وأحمد (2/335 ,2/339) .
نام کتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد نویسنده : البكري، عبد الهادي جلد : 1 صفحه : 141