نام کتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد نویسنده : البكري، عبد الهادي جلد : 1 صفحه : 29
وقوله: {إِلاَّ بِالْحَقِّ} ، وذلك نحو ما ورد في الحديث: " لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث كفر بعد إيمان، وزنًا بعد إحصان، وقتل النفس بغير حق "[1] وكذلك القتل لمدافعه[2] والبغي على الإمام، ونحو ذلك مما حصل فيه دليل الإباحة كالتارك لدينه والمفارق الجماعة.
الحادية عشرة: أن[3] من قتل ظلمًا وعدوانًا فقد جعل الله لوليه سلطانًا - أي: ولاية على القاتل بالقتل-، وقيل: سلطانه هو أن يتخير فإن شاء استقاد[4] وإن شاء أخذ الدية، وإن شاء عفا عنه.
الثانية عشرة: [5] النهي عن الإسراف في القتل، أي: الولي لا يقتل غير القاتل كفعل الجاهلية، ولا يمثل بالقاتل فيقطع أنفه وأذنيه ويبقر بطنه.
الثالثة عشرة: [6] النهي عن أخذ مال اليتيم وهو الطفل الذي لا أب له، وقوله تعالى: {إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن} [7] وذلك حفظه وزراعة أرضه، والتجارة في ماله، وقوله تعالى: {حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّه} [8] أي: يكمل عقله، ويمكنه القيام بمصالح ماله. [1] [8 ح] ((صحيح البخاري مع الفتح)) : (12/ 201 , ح 6878) , كتاب الديات, باب إن النفس بالنفس, ((صحيح مسلم مع شرح النووي)) : (11/ 176 , ح 25/ 1676) , كتاب القسامة, باب ما يباح به دم المسلم. الحديث: جاءت روايته عن عبد الله (هكذا) قال ابن حجر في الفتح عند الحديث عبد الله بن مسعود وجاء -أيضا- عن عثمان بن عفان- رضي الله عنه-. انظر التخريج المفصل في الملحق. [2] في ((ر)) , و ((ع)) : (مدافعة) , وهو خطأ. [3] في ((ر)) : (إنه) . [4] لا بد أن يقيد أن اختيار الاستقادة بأن تكون عن طريق السلطان لا أن ينفذ ذلك بنفسه. [5] في ((ر)) : قدم هنا النهي عن أخذ مال اليتيم خلافا للأصل. [6] في ((ر)) : أخر هنا النهي عن الإسراف في القتل خلافا للأصل. [7] سورة الإسراء، الآية: 34. [8] سورة الإسراء، الآية: 34.
نحو عشرين ألفا من الترك والمغاربة فتقاتل الجيشان وانتصر طامي عليهم وغنم منهم الكثير[1].
وفي سنة 1230 هـ انضم طامي بن شعيب ومن معه من عسير وألمع إلى جيوش فيصل بن سعود لقتال الترك في تربة قرب الطائف وقد تغلب عليهم الترك وتفرق جندهم.
ثم إن الجيوش التركية واصلت سيرها إلى الجنوب فوصلوا بيشة ثم إلى تبالة[2] حتى وصلوا إلى بلاد طامي بن شعيب ورعاياه من عسير وألمع ورفيده، وقد قاومهم طامي بما استطاع ولكنه عجز وهرب أخيرًا إلى شعوف الجبال، وما زال في توجه إلى الجنوب حتى وصل إلى صبيا حيث استدعاه الحسن بن خالد الذي كان وزيرًا لحمود الشريف، ثم سلمه للأتراك الذين كانوا في بحث عنه فبعثوا به إلى محمد علي الذي سيره إلى مصر حيث قتل وصلب فيها[3].
وبهذا دخلت عسير في الحكم التركي، وانكمشت عنها الدولة السعودية فأصبح النفوذ والقوة للأتراك، وبهذا ضعف دور العلماء سيما البكريون[4] الذين كانوا يتولون القضاء والتوجيه في البلاد وإعانة أمرائهم في نشر دعوة التوحيد. [1] نفس المصدر: (1/ 180) . [2] تَبَالة بلد يقع إلى جنوب الطائف, وتبعد عن بيشة بما لا يزيد عن 30 كم, وهناك تباله أخرى في بلاد زهران, وذكر أيضًا أن صنم دوس بها, قال ابن بشر في ((عنوان المجد)) : (1/ 182) , بأنها البلد التي هدم فيها المسلمون زمن عبد العزيز بن محمد (ذا الخلصة) وهو الصنم الذي كان قد بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم جرير بن عبد الله البجلي فهدمه فلما طال الزمان أعادوه. [3] انظر: ((عنوان المجد)) : (1/ 183) . [4] وهي الأسرة التي ينتمي إليها المؤلف كما سيأتي بيانه ص 43.
نام کتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد نویسنده : البكري، عبد الهادي جلد : 1 صفحه : 29