الأسباب شرك في التوحيد، ومحو الأسباب أن تكون أسباباً نقص في العقل، والإعراض عن الأسباب بالكلية قدحٌ في الشرع، وإنما التوكل والرجاء معنى يتألف من موجب التوحيد والعقل والشرع""1".
ومن الشرك في الأسباب: أن يجعل ما ليس بسبب سبباً، فإن اعتقد أن هذا الشيء يستقل بالتأثير بدون مشيئة الله فهو شرك أكبر، كحال عبّاد الأصنام وعبّاد القبور الذين يعتقدون أنها تنفع وتضر استقلالاً، وإن اعتقد أن الله جعله سبباً، مع أن الله لم يجعله سبباً فهو شرك أصغر"2"؛ لأنه شارك الله تعالى في الحكم لهذا الشيء بالسببية مع أن الله لم يجعله سبباً"3".
4/221-224"، الموافقات: القسم الثاني من قسمي الأحكام 1/187-262، مجموع الفتاوى 1/137، و8/485، 486، مدارج السالكين 3/516-523، آخر مفتاح دار السعادة 2/711، 712.
"1" مجموع الفتاوى 8/169، وينظر آخر مدارج السالكين 3/521، وشرح الطحاوية: الدعاء ص679.
"2" ومن أمثلته: التطيّر، والاستسقاء بالنجوم، وسيأتي بيانهما وبيان كونهما من الشرك في هذا الفصل إن شاء الله تعالى.
"3" القول السديد باب من الشرك لبس الحلقة ص45، 46، القول المفيد باب الرقى 1/183، مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين 1/102، 104، الشرك الأصغر ص135-147.