المبحث الثالث: أنواع العبادة المطلب الأول: الدعاء
...
المبحث الثالث: أنواع العبادة
تمهيد:
العبادة منهج عملي شامل، وفق الأدلة الشرعية الثابتة.
عرفها الشيخ الأمين -رحمه الله- بقوله: "العبادة لغة: الذل والخضوع؛ فكل مذلل: معبد. ومنه قيل للرقيق: عبد وقال الشاعر:
تباري عتاقاً جاريات وأتبعت
وظيفاً وظيفاً فوق مور معبد1
وفي الاصطلاح: التقرب إلى الله جل وعلا بامتثال ما شرع وأمر به، واجتناب ما نهى عنه، على وجه الخضوع والذل والمحبة" [2].
أما عن كمال العبودية، فقد ذكر -رحمه الله- لها شرطين، لا بد من اجتماعهما بها؛ وهما غاية الحب، وغاية الخضوع والذل، يقول -رحمه الله- عند تفسير قوله سبحانه وتعالى حكاية عن هود: {قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ} [3]: "فكل التكليفات والحقوق مندرجة تحت هذه الكلمة، ولهذا قال نبي الله هود: "اعبدوا الله"؛ أي تقربوا إليه وحده بما أمركم بالتقرب به إليه من العبادات على وجه الخضوع والذلّ والمحبة، فلا تكفي المحبة دون الخضوع والذلّ؛ لأنه قد يكون خاضعاً لمن يبغضه، تحت قهره وسلطانه، وباجتماع ذلك يحصل كمال العبودية لله" [4].
1 من معلقة طرفة بن العبد، (انظر: شرح المعلقات العشر ص43) . [2] معارج الصعود ص40، 41. [3] سورة هود، الآية [50] . [4] معارج الصعود ص136.
ولشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- كلام حول هذا المعنى في رسالة العبودية (انظر: العبودية ص127) .