يفعل بقدرته ولا مشيئته، والعالم لازم له أزلا وأبدا، وإن سموه مفعولا له، فذلك مصانعة للمسلمين، وأخص خصائص الألوهية عندهم وجوب الوجود بالذات لله سبحانه، وينفون عن الله سبحانه جميع صفات الكمال، والقرآن عندهم فيض فياض فاض من العقل الفعال على قلب بشر زاكي النفس طاهر، ومتميز عن النوع الإنساني بثلاث خصائص: قوة الإدراك وسرعته، وقوة النفس، وقوة التخييل.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وأما زعم المتفلسفة إنه بالعقل الفعال، فمن الخرافات التي لا دليل عليها وأبطل من ذلك زعمهم أن ذلك هو جبريل، وزعمهم أن كل ما يحصل في عالم العناصر من الصور الجسمانية وكمالاتها فهو من فيضه وبسببه، فهو من أبطل الباطل[1].
ولا يثبتون لله سبحانه صفة، فلا يكلم ولا يتكلم، كما ينفون عنه سائر صفاته تعالى، فلا سمع ولا بصر ولا قدرة ولا حياة ولا إرادة، ولا وجه ولا يدين وحجتهم أنه لو كان كذلك لكان مركبا وكان جسما مؤلفا، ولم يكن واحدا من كل وجه.
فغاية توحيدهم إنكار أسماء الله الحسنى وصفاته العلى، وإثباتها عندهم تشبيه لا توحيد[2]. [1] ابن تيمية – الفتاوى 4/35. [2] انظر الفتاوى لابن تيمية 3/100، وكتاب الصواعق المنزلة البن قيم الجوزية تحقيق د. على بن محمد الدخيل الله 3/929، 930، وكتاب شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز ص 297، 298، وكتاب الدين الخالص لصديق حسن خان 1/96.