وقد وقعوا في هذا الباطل والضلال نتيجة تأثرهم بكتب الفلاسفة المليئة بالإلحاد والكفر، وكانوا يظنون أن أولئك الفلاسفة هم أهل الصواب لأنهم يعتمدون على التجارب والبراهين، ثم حالوا التلفيق بين هذه الفلسفة وبين عقيد الإسلام، فضلوا في ذلك ضلالا مبينا.
وقد تصدى لهم علماء الإسلام بالرد عليهم وكشف باطلهم، كما فعل شيخ الإسلام ابن تيمية في كثير من كتبه ومنها: نقض تأسيس الجهمية، ومنهاج السنة، ودرء تعارض العقل والنقل – المعروف بموافقة صحيح المنقول لصريح المعقول … وغيرها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن الفلاسفة: "وهم مخطئون في المنقول والمعقول، أما المنقول: فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يخبر قط بقدم ذات مجردة عن الصفات والأفعال، بل النصوص الإلهية متظاهرة باتصاف الرب بالصفات والأفعال، وهذا معلوم بالضرورة لمن سمع الكتاب والسنة، وهم يسلمون أن هذا هو الذي يظهر من النصوص، ولكن أخبر عن الله بأسمائه الحسنى وآياته المثبتة لصفاته وأفعاله، وأنه {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش} [1] فمن قال الأفلاك قديمة أزلية "فقوله مناقض لقول الرسول صلى الله عليه وسلم بلا ريب. [1] الآية 3 من سورة يونس.