وهي: العلم، والقدرة، والإرادة، والحياة، والسمع، والبصر، والكلام، وينكرون ما عدا ذلك من الصفات بتأويلاتهم الباطلة.
فالتوحيد عندهم نفي التثنية أو التعدد، ونفي التبعيض والتركيب والجزئة[1]، ويقولون كما يقول إخوانهم من المتكلمين: واحد في ذاته لا قسيم له، وواحد في صفاته لا شبيه له، وواحد في أفعاله لا شريك له، ويفسرون معنى الإلهية بالقدرة على الاختراع[2] ويجعلون ذلك هو التوحيد المطلوب، ويرون أن توحيد الأفعال وهو قولهم واحد في أفعاله لا شريك له، هو الذي بعث الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام بالدعوة إليه، وأنه يتضمن توحيد الألوهية، وأطالوا في بحثه، وأقاموا الأدلة والبراهين العقلية في إثباته، وأتعبوا أنفسهم فيه، وهو من الأمور المسلمة بين المسلمين وخصومهم - سوى الملحدين منهم. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والإلهية تتضمن أشخاص للعبادة والدعاة لا أنها بمعنى القدرة على الاختراع كما يذكر ذلك عن الأشعري، فإن هذا هو الربوبية التي كان المشركون يقرون بها"[3].
ومعلوم أن المشركين الذي بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقرون بذلك وأن الله تعالى خالق كل شيء، ولا ينازعون في ذلك، ولكن ذلك لم [1] انظر كتاب الإرشاد لأبي المعالي الجويني ص 69. [2] انظر الفتاوى لابن تيمية 3/98، وما بعدها، وبيان تلبيس الجهمية لابن تيمية 1/469. [3] ابن تيمية - بيان تلبيس الجهمية 1/480.