نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 13
• وفي كتاب "السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث" ص24.
يقول: (وقد كان الفقهاء على امتداد تاريخنا العلمي هم قادة الموثقين للأمة الذين أسلمت لهم زمانها عن رضى وطمأنينة وقنع أهل الحديث بتقديم ما يتناقلون من آثار كما تقدم مواد البناء للمهندس الذي يبني الدار ويرفع الشرفات) . وفيما يبدو فإن الفقهاء في هذا النص هم "أهل الرأي"، أما أهل الحديث فهذا اللفظ يشمل مالكاً، والشافعي، وأحمد، فضلاً عن غيرهم من أئمة الحديث كالطبري والأوزاعي والثوري وداود والليث وأبي ثور وسواهم.
وقد صرح الشيخ في "دستور الوحدة" بأن مصطلح أهل الحديث يشمل الثلاثة [1] !
• وبهذا يبدو ميل الشيخ إلى مدرسة الرأي، وإن لم يكن ميلاً مطلقاً فهو ينكر عليهم في دستور الوحدة رأيهم في الخمر وأنها من العنب فقط، كما ينكر عليهم احتكارهم لمنصب القضاء في الدولة العباسية ثم العثمانية (انظر: ص130-131 وص94، وص81) .
وسواء كان ما توصلت إليه صحيحاً أم ليس بصحيح فإن مسألة المذهب الفقهي مسألة هينة، لا تقدم ولا تأخر ما دام التعصب والتقليد الأعمى مستبعداً.
لكن الأمر المهم هو معرفة "المدرسة الفكرية" التي تحكم أطروحات الغزالي.
فلقد تحدث عن تلك المدرسة المعاصرة ذات "العنوان السلفي" و "المضمون العقلي ([2]) " وأفاض -نسبياً- في عروض أصولها وإيجابياتها.. فهل يعني ذلك أنه يمكن احتساب الغزالي ضمن رجال المدرسة العقلية هذه؟؟.
• لابد -قبل الإجابة على هذا السؤال- من الإشارة إلى نقطتين أراهما مهمتين:
الأولى:
أن الشيخ الغزالي مر -كغيره- بمراحل فكرية عديدة ولذلك فكتبه القديمة تختلف عن كتبه الجديدة شكلاً ومضموناً، إن من الكتب الرائعة للشيخ كتاب "ليس من الإسلام" وقد وضعت يدي على قلبي وأنا أتصفح الكتاب حذراً وخوفاً مما وراء هذا العنوان -ليس من الإسلام! - ولكنني حين تصفحت الكتاب وجدته كتاباً جيداً واضح العرض هادئ النبرات، وأصدقكم القول أنني رجعت أقرأ العنوان من جديد وأقرأ اسم المؤلف فقد خيل إلي أن الكتاب [1] في مناقشة كتاب (السنة النبوية) حديث إضافي عن مفهوم "أهل الحديث"، عند الغزالي. [2] أجرت مجلة الدعوة السعودية مقابلة مع الغزالي جعلت عنوانها: "أنا سلفي.. ولكن! ".
نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 13