ثُمَّ يقول المصنف: [ويجب أن يعلم أن المعنى الفاسد الكفري ليس هو ظاهر النص ولا مقتضاه] أراد بهذا أن ينفى ما يقوله أهل البدع والذي قد يفهم من عبارته السابقة خطأً وهو لا يريده، فهنا وضح وقَالَ: المعنى الفاسد الكفري -كأن يقال مثلاً: إن لله يداً كيد المخلوقين- ليس هو ظاهر النص ولا مقتضاه، فلا يدل قوله تعالى: يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ [الفتح:10] .
وقوله: بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ [المائدة:64] عَلَى أنها كيد المخلوقين أبداً، فهذا المعنى الباطل الكفري الفاسد ليس هو ظاهر النص ولا مقتضاه، ومن فهم ذلك وقَالَ: إن العرب لا يفهمون من اليد إلا الجارحة، فإننا نقول: إن كتب اللغة القديمة كانت تقول: إن اليد كذا أو اليد كذا، وتأتي للكلمة الواحدة بعدة معاني في لغة العرب، حتى ظهرت المعتزلة وهم أصحاب التأويل، ونفي الصفات.
الزمخشري يخالف أئمة اللغة
وممن كَانَ يفعل ذلك مخالفاً لأئمة اللغة الزمخشري في كتابه المعجم الذي سماه أساس البلاغة فيأتي بالمعنى ويقول: معناه كذا والمجاز منه كذا، ويأتي بعدة معاني يجعلها مجازية، ويجعل معنى واحداً هو الأصل.