وهذا شيء مبارك، وهذه دابة مباركة وسيارة مباركة، وما إلى ذلك. فالمخلوق يجعل الله فيما شاء منه البركة، أما الله -تعالى- فهو الذي بركته ذاتية له، فهو الذي يوصف بأنه تبارك، يقال: تبارك الله أحسن الخالقين، تبارك الله رب العالمين، تبارك الذي نزل الفرقان على عبده، وإن إنزال الفرقان من خيره
وبركته من خيره الفياض ومن رحمته بعباده أنزل الفرقان على عبده، {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ} [1] .
فـ"تبارك" لا تضاف إلا إلى الله، أو إلى اسم من أسمائه، تبارك اسم ربك ذي الجلال الإكرام.
وتقدم لكم أن القاعدة فيما يوصف الله به من النفي هو الإجمال أن يكون مجملا لا مفصلا، لكن هذا هو الغالب، وقد يأتي النفي مفصلا، فنفي الكفء ونفي الند والسمي والمثل كل هذا من قبيل النفي المجمل، لأنه نفي مطلق نفي عام، فلا سمي له، ولا كفء له، ولا ند له، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله. [1] - سورة الفرقان آية: 1.