قال الله -تعالى-: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [1] وقال -تعالى- {* أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ} [2] فهو كلام الله، وإضافة القرآن إلى الله هو من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف كعلمه وسمعه وبصره وحياته ووجهه ويديه، إضافة الكلام إلى الله، إضافة الصفة إلى الموصوف.
والمعطلة نفاة الكلام يقولون: هذا القرآن مخلوق، وهذا ما أنكره عليهم أئمة الإسلام، وكفروا من قال: القرآن مخلوق. وصبر الذين امتحنوا في أمر القرآن؛ ليقولوا بأن القرآن مخلوق، وعلى رأس هؤلاء الإمام أحمد، إمام أهل السنة الذي امتحن بالضرب والسجن؛ ليقول القرآن مخلوق، فأبى أبى على الجهمية وصبر على أذاهم، فلا غرو أن حاز ذلك اللقب إمام أهل السنة، فرحمه الله وسائر أئمة الهدى. [1] - سورة التوبة آية: 6. [2] - سورة البقرة آية: 75.