ولكن يقولون: إن هذا الوعيد معلق على المشيئة، فالعاصي إذا مات هو تحت مشيئة الله؛ لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [1] فهو تحت مشيئة الله، إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له، وإن عذبه بالنار فمآله إلى الخروج منها؛ للأحاديث المتواترة في خروج الموحدين من النار.
فيقولون: إن مرتكب الكبيرة مستحق للوعيد، ومتعرض للوعيد، ولا بد أن يعذب الله من شاء من مرتكبي الكبيرة، خلافا للمرجئة الجهمية، ويقولون: إنه تحت مشيئة الله، إن شاء غفر له، وإن شاء عذبه وأدخله النار، عذبه بقدر ذنبه، ثم أخرجه من النار خلافا لمن؟ للخوارج والمعتزلة.
إذن يقولون: نصوص الوعيد تُمَر كما جاءت، يعني تمر كما جاءت لا تحرف، وإن كانت كل نصوص الوعيد على الذنوب مقيدة بقيد متفق عليه، وهو نصوص التوبة، فكل من تاب من الذنب تاب الله عليه، ومقيدة بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [2] ومقيدة بنصوص خروج الموحدين من النار.
ورابعا: أهل السنة والجماعة وسط في أسماء الإيمان والدين بين من؟ بين الحرورية والمعتزلة، وبين المرجئة والجهمية، هذا التقابل قريب من الذي قبله، إن تراه تماما هو قريب من الذي قبله، التقابل بين الطائفتين المتطرفتين المنحرفتين، التقابل واحد.
أهل السنة والجماعة وسط في أسماء الإيمان والدين، أسماء الإيمان والدين هي الأسماء الشرعية التي ترجع إلى الدين وحال الإنسان في دينه: مؤمن، كافر، فاسق، منافق، عاصٍ، هذه هي أسماء الإيمان والدين، فأهل السنة وسط في هذه الأسماء، التي -يعني- تتضمن أحكاما، وتستتبع أحكاما دنيوية وأخروية. [1] - سورة النساء آية: 48. [2] - سورة النساء آية: 48.