إن هذا الفصل من أعظم فصول هذه العقيدة أهمية؛ لأنه يتعلق بقضية كبرى ألا وهي مسألة كلام الله التي اضطرب فيها الناس، واختلف فيها أهل الضلال وهدى الله إلى الحق فيها أهل السنة والجماعة، إن هذه المسألة هي التي نشأت عنها الفتنة الكبرى في خلافة بني العباس، في خلافة المأمون، فتنة القول بخلق القرآن، والمحنة بذلك حتى حُمل الناس على هذه البدعة؛ أي: القول بخلق القرآن حُملوا على ذلك بالقوة، وامتحن العلماء وعلى رأسهم إمام أهل السنة الإمام أحمد رحمه الله يقول الشيخ -رحمه الله-:
فصل: "ومن الإيمان بالله وكتبه"، من الإيمان بالله ومن الإيمان بكتب الله الإيمان بأن القرآن كلام الله، القرآن الكتاب المبين، القرآن الحكيم، والقرآن العظيم، هذا القرآن هو كلام الله؛ كلامه حقيقة تكلم به -سبحانه-، تكلم به حقيقة وسمعه منه جبريل وبلغه إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) } [1] {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) } [2] {عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) } [3] كلام الله حقيقة، وهذا هو المعقول؛ إن كل عاقل إذا سمع إضافة الكلام إلى متكلم عقل أنه كلامه، هذا كلام فلان. [1] - سورة الشعراء آية: 192. [2] - سورة الشعراء آية: 193. [3] - سورة الشعراء آية: 194.