فالقرآن العظيم وهو المكتوب في المصاحف المبدوء بالفاتحة المختوم بسورة الناس؛ فالقرآن من الفاتحة إلى الناس مكتوب في المصاحف محفوظ في الصدور {بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [1] يقول الشيخ: "من الإيمان بالله وكتبه، الإيمان بأن القرآن كلام الله منزل، منزل من الله" {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ} [2] {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) } [3] {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ} [4] منزل غير مخلوق.
هذه هي عقيدة أهل السنة في القرآن منزل غير مخلوق، ليس بمخلوق بل هو صفة من صفات الله.
فالكلام صفة الله والقرآن من كلام، الله تكلم به -سبحانه- فليس هو بمخلوق، منزل غير مخلوق خلافا للجهمية والمعتزلة ومن شابههم من القائلين بأن هذا القرآن مخلوق، الله لا يتكلم إذن فالقرآن ليس كلامه حقيقة، وإن أضيف إليه فهو من إضافة المخلوق إلى خالقه، هم يقولون: القرآن كلام الله لكنه ليس على معنى أنه تكلم به؛ بل على معنى أنه خلقه، وقد صرح الله -سبحانه وتعالى- بإضافة القرآن إليه وأنه كلامه {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [5] .
{سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا} [6] . [1] - سورة العنكبوت آية: 49. [2] - سورة الزمر آية: 1. [3] - سورة الشعراء آية: 193. [4] - سورة النحل آية: 102. [5] - سورة التوبة آية: 6. [6] - سورة الفتح آية: 15.