يقول المعطلة من الجهمية والمعتزلة: يقولون: هذا القرآن مخلوق خلقه الله إما في الهواء أو أي كان كيفما كان ويقر المؤمنون بأنه كلام الله، حقيقة منزل غير مخلوق منه بدا أي: ظهر، القرآن وهو من الله سُمع من الله كلاما تكلم به -سبحانه- كيف شاء.
فالله يتكلم بالوحي كيف شاء ويتلقاه عنه من شاء من ملائكته وجبريل هو الموكل بالوحي كما في آيات العديدة، آيات كثيرة منها: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) } [1] هو الروح الأمين بل قال -سبحانه-: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) } [2] {ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) } [3] {مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) } [4] منه بدا وإليه يعود: يعود في آخر الزمان يرفع. يرفع من المصاحف والصدور كما جاء بذلك كثير من الآثار الدالة على أن القرآن يرفع،؛ لأنه قرب قيام الساعة لا يبقى في الأرض أحد. لا يبقى فيها من يقول: الله الله.
يقبض المؤمنون فلا يبقى في الأرض من يؤمن بالله، فالقرآن يرفع، قبيل ذلك يرفع القرآن، وهذا معنى قول أهل السنة: وإليه يعود، هذه هي العبارة المعبرة عن مذهب أهل السنة والجماعة "أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدا وإليه يعود". [1] - سورة الشعراء آية: 193. [2] - سورة الحاقة آية: 40. [3] - سورة التكوير آية: 20. [4] - سورة التكوير آية: 21.