كلمة رسول تنبئ عن أن هذا القول، أن إضافة القول للرسول إضافة ابتداء إضافة تبليغ {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ} [1] وقد أضيف إلى جبريل كما في آية التكوير، وأضيف إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو الرسول البشري في سورة الحاقة {فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) } [2] {وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) } [3] {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) } [4] {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) } [5] .
وهذا يمنع من أن يقال: إنه قول جبريل ابتداء؛ ابتدأه جبريل أو أنه ابتدأه محمد؛ لأنه قد أضيف إليهما، فلا يجوز أن يكون كل منهما ابتدأه، كلا بل كل منهما بلغه، فإضافة القرآن إلى جبريل الرسول من الملائكة أو إلى محمد وهو الرسول من البشر إضافة تبليغ كما ينبئ عن ذلك لفظ رسول {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ} [6] هذا قول رسول إذن الكلام ليس كلامه، بل كلام مرسله نعم. [1] - سورة الحاقة آية: 40. [2] - سورة الحاقة آية: 38. [3] - سورة الحاقة آية: 39. [4] - سورة الحاقة آية: 40. [5] - سورة الحاقة آية: 41. [6] - سورة الحاقة آية: 40.