وهكذا يتأولون يعني العينين بنفس البصر أو الرؤية عند من يثبت الرؤية والبصر كالأشاعرة يثبتون البصر والرؤية بمعناهما أو قريب ولكنهم لا يثبتون العينين له سبحانه، وأمَّا أهل السنة فمجمعون على إثبات هذه الصفات، وتدل على إثبات هذه الصفات الكتاب والسُنة والإجماع وقوله -سبحانه وتعالى-: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) } [1] إن الله يخبر -سبحانه وتعالى- عن كل شيء سيفنى ويذهب وكل ما عليها من نبات وحيوان سيبلى ويفنى ثم يبعث الله الموتى من قبورهم بعدما يفنيهم جميعًا {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} [2] وهكذا قوله: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ} [3] كل شيء هالك وبالٍ وميت يموت الإنس والجن والملائكة الكل {إِلَّا وَجْهَهُ} [4] -سبحانه وتعالى- تدل هاتان الآيتان على إثبات الوجه له -تعالى- وتدل على بقائه على أنه -سبحانه وتعالى- الباقي الذي لا يفنى كما يفنى غيره له البقاء والدوام فهو الأول الذي ليس قبله شيء والآخر الذي ليس بعده شيء، فلا يجوز عليه الفناء ولا يجوز عليه الموت هو الحي الذي لا يموت الذي لا يموت والقوي الذي لا يَضْعُف والقدير الذي لا يعجز -سبحانه وتعالى-. -سبحانه وتعالى-. [1] - سورة الرحمن آية: 26. [2] - سورة الرحمن آية: 27. [3] - سورة القصص آية: 88. [4] - سورة القصص آية: 88.