نام کتاب : شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية نویسنده : المصلح، خالد بن عبد الله جلد : 1 صفحه : 163
وبيان ذلك أن الله "– تعالى – قال: {لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ} [التكوير: 28] فأثبت للعبد مشيئة وفعلاً، ثم قال: {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [التكوير: 29] فبين أن مشيئة العبد متعلقة بمشيئة الله"[1].
"وهذا صريح قول أهل السنة في إثبات مشيئة العبد، وأنها لا تكون إلا بمشيئة الرب"[2]، "وأن العبد له قدرة، وإرادة، وفعل، وهو فاعل حقيقة، والله خالق ذلك كله كما هو خالق كل شيء"[3].
وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين سماهم النبي صلى الله عليه وسلم مجوس هذه الأمة، ويغلو فيها قوم من أهل الإثبات حتى سلبوا العبد قدرته، واختياره؛ ويخرجون عن أفعال الله، وأحكامه حكمها، ومصالحها.
وبيان هذا أن "مسألة القدر مسألة عظيمة ضل فيها طائفتان من الناس"[4].
الطائفة الأولى: "قدرية مجوسية تثبت الأمر، والنهي، وتنفي القضاء، والقدر"[5]، فزعم هؤلاء "أن في المخلوقات ما لا تتعلق به قدرة الله، ومشيئته، وخلقه كأفعال العباد، وغلاتهم أنكروا علمه القديم، وكتابه السابق، وهؤلاء هم أول من حدث من القدرية في هذه الأمة، فرد عليهم الصحابة، وسلف الأمة، وتبروا منهم"[6]، "وهم ضلال مبتدعة [1] مجموع الفتاوى (8/488) . [2] منهاج السنة النبوية (3/111) . [3] المصدر السابق (3/110) . [4] مجموع الفتاوى (8/521) . [5] الاستقامة (1/433) . [6] المصدر السابق (2/59) .
نام کتاب : شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية نویسنده : المصلح، خالد بن عبد الله جلد : 1 صفحه : 163