نام کتاب : عقيدة محمد بن عبد الوهاب السلفية وأثرها في العالم الإسلامي نویسنده : صالح بن عبد الله العبود جلد : 1 صفحه : 13
سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن؟ فقال قوم: نحن سمعناه. فقال: لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وجاره؟ قالوا: أجل. قال: تلك تكفرها الصلاة والصدقة - ولكن أيكم سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن التي تموج موج البحر؟ قال حذيفة: فأسكت القوم. فقلت: أنا. قال: أنت، لله أبوك. قال حذيفة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً فأي قلب أشربها نكتَ فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفاء فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا، لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب هواه" [1].
وافترقت الأمة المسلمة بسبب تلك الفتن إلى فريقين عظيمين، حتى أصلح الله بينها بالحسن بن علي رضي الله عنهما؛ كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين" [2]، وذلك حين تنازل الحسن لمعاوية رضي الله عنهما، واجتمع الناس على معاوية أميراً للمؤمنين بعد ذلك عام 40هـ -، وسمي ذلك العام عام الجماعة، لاجتماع المسلمين بعد فرقتهم.
وهكذا استقرت سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده في ثبوت الولاية وانعقادها [1] صحيح مسلم: ج 1 ص 128. [2] أخرجه البخاري (2704 و3629 و3746 و7109) وغيره.
نام کتاب : عقيدة محمد بن عبد الوهاب السلفية وأثرها في العالم الإسلامي نویسنده : صالح بن عبد الله العبود جلد : 1 صفحه : 13