فإنه ذكر له عن ابن عمر[1] شيء يخالف قوله؛ فقال: "كان ابن عمر حشويًا"[2]، وقال ابن العماد في "ترجمته": "وكانت له جرأة فإنه قال عن ابن عمر: هو حشوي، -قال-: فانظر هذه الجرأة والافتراء عامله الله بعدله"[3].
وذكر ابن جرير عن الخليفة العباسي المأمون "170- 218 هـ" الذي تبنى قوله المعتزلة في خلق القرآن. أنه نبز مخالفيه بأنهم حشو رعاع فقال في كتابه إلى إسحاق بن إبراهيم[4] في امتحان القضاة والمحدثين، وقد عرف أمير المؤمنين أن الجمهور الأعظم، والسواد الأكبر من حشو الرعية وسفلة العامة ممن لا نظرله ولا روية ولا استدلال له بدلالة الله وهدايته. -إلى أن قال- وذلك أنهم ساووا بين الله تبارك وتعالى وبين ما أنزل من القرآن فأطبقوا مجتمعين، واتفقوا غير متعاجمين على أنه قديم أول لم يخلقه الله ويحدثه ويخترعه"[5].
وظل المعتزلة يتوارثون نبز أهل السنة والحديث بلقب "الحشوية" في مؤلفاتهم ومقالاتهم؛ فما هو القاضي عبد الجبار مؤلف أهم مصنفات المعتزلة التي وصلت إليها بعد كتاب "الانتصار للخياط" يصم أهل السنة بهذا اللقب [1] هو: عبد الله بن عمر بن الخطاب الصحابي الجليل. [2] ابن تيمية، بيان تلبيس الجهمية 1/ 244، وانظر: منهاج السنة 2/ 416، ط. المدني، والفتاوي 3/ 186. [3] شذرات الذهب 1/ 211. [4] وهو: إسحاق بن إبراهيم بن مصعب الخزاعي أمير بغداد، على يده امتحن العلماء بأمر المأمون في خلق القرآن. مات سنة خمس وثلاثين ومائتين. الذهبي، سير أعلام النبلاء 11/ 171. [5] تاريخ الأمم والملوك 8/ 632، "بتحقيق أبي الفضل إبراهيم، دار سويدان - بيروت".