كلما عنت له سانحة فيقول في "شرح الأصول الخمسة": "فقد ذهبت الحشوية والنوابت[1] من الحنابلة إلى أن هذا القرآن المتلو في المحاريب، والمكتوب في المصاحف غير مخلوق ولا محدث"[2].
ويقول فيه أيضًا: "فلسنا نقول في الصراط ما يقوله الحشوية من أن ذلك أدق من الشعر وأحد من السيف، وأن المكلفين يكلفون اجتيازه والمرور به؛ فمن اجتازه فهو من أهل الجنة"[3].
ويقول في كتاب آخر له: "وقوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [4] لا يدل على ما تقوله الحشوية في أنه تعالى يرى يوم القيامة بأن يرفع عنه الحجب للمؤمنين فيروه"[5].
ويقول في مصنف ثالث: "واعلم أن القوم على فرق؛ ففيهم من يجعل كلام الله هذا المسموع، وكذلك كلام أحدنا ما هو بهذه الصفة، ولكنه يقول في كلامه تعالى خاصة إنه غير مخلوق ولا محدث، ويقر في كلامنا بذلك فهؤلاء هم الحشوية، وإلى ذلك ذهب أحمد بن حنبل"[6].
فهذه أمثلة من كلامه في ذلك وإلا فالشواهد كثيرة، والمقصود بيان أنه يطلق لقب "الحشوية" على "أهل السنة والجماعة"؛ لأنهم هم أصحاب الأقوال التي عدها حشوًا. [1] سيأتي تعريفها والكلام على نبز أهل السنة بذلك. انظر ص 151. [2] ص527. [3] ص737. [4] سورة المطففين آية 15. [5] انظر: متشابه القرآن ص683، "بتحقيق عدنان زرزور، نشر: دار التراث بالقاهرة". [6] انظر: المحيط بالتكليف ص308، "بتحقيق عمر السيد عزمي، نشر: المؤسسة المصرية العامة للتأليف والأنباء والنشر".