إيمانًا"[1].
5- الخوارج:
نسب ذلك إليهم الإمام أحمد بن حنبل؛ فقال في كتاب "السنة" في معرض حديثه عما أحدثه أهل الأهواء والبدع والخلاف من أسماء شنيعة قبيحة سموا بها أهل السنة؛ فقال: "وأما الخوارج فيسمون أهل السنة: نابتة وحشوية"[2].
وللرد على هؤلاء جميعًا نقول:
أولًا: إن هذا اللقب لقب مبتدع ما أنزل الله به من سلطان؛ فليس هو في كتاب الله ولا في سنة رسول الله، ولا نطق به أحد من سلف الأمة وأئمتها نفيًا ولا إثباتًا؛ فالذم به ذم للناس بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان بل هو من قبيل التنابز بالألقاب المنهي عنه[3].
ثانيًا: إن الطائفة إنما تتميز باسم رجالها أو بنعت أحوالها؛ فالأول كما يقال: الجهمية، نسبة للجهم بن صفوان، والكلابية، نسبة لابن كلاب، والأشعرية، نسبة للأشعري، والثاني: كما يقال: الرافضة، لرفضهم زيد بن علي، والقدرية لقولهم بالقدر، والمرجئة لقولهم بالإرجاء في الإيمان، أما لفظ الحشوية فليس فيه ما يدل على شخص معين ولا مقالة معينة[4].
ثالثًا: أنكم نبزتم أهل السنة بهذا اللقب؛ لأنهم بزعمكم يرون الأحاديث بلا تمييز ولا إنكار. وهذا خلاف الواقع، فإن أهل الحديث والسنة هم الذين اختصوا بالذب عن السنة، وميزوا صحيحها من سقيمها، ثم إنكم أيها. [1] انظر: كتاب التوحيد، لأبي منصور الماتريدي، ص381 "بتحقيق د. فتح الله خليف، المكتبة الإسلامية - تركيا". [2] ص40. [3] راجع ابن تيمية، الفتاوى 4/ 146. [4] راجع منهاج السنة 2/ 414 بتصرف ط. المدني.