فادعوا فيه الربوبية؛ وإنما أنا عبد الله فصفوني بذلك كما وصاني ربي وقولوا: عبد الله وسوله.
فأبى عباد القبور إلا مخالفة لأمره، وارتكاباً لنهيه، وناقضوه أعظم المناقضة وظنوا أنهم إذا وصفوه بأنه عبد الله ورسوله، وأنه لا يدعي ولا يستغاث به، ولا ينذر له. أن في ذلك هضمًا لجنابه، وغضًا من قدره، فرفعوه فوق منزلته؛ فسألوه مغفرة الذنوب وتفريج الكروب[1]، وفي هذا مشابهة للنصارى وقد نهينا عن ذلك.
- ويرون ويعتقدون وجوب الصلاة والسلام عليه:
استجابة لأمر الله المؤمنين بذلك في قوله جل وعلا: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [2].
وقد علمنا صلى الله عليه وسلم كيفية ذلك فقال لما قال له بعض الصحابة: قد أمرنا الله تعالى أن نصلي عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: "قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، والسلام كما قد علمتم"[3].
فمن ابتدع كيفية غير هذه؛ فهو على غير سنة، كما هو شأن كثير من أهل البدع المتصوفة ويعتقدون يشهدون أنه قد بلغ أمته ما أمره به ربه ولم يكتم منه شيئًا:
قال أبو محمد بن حزم: "واعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكتم من [1] سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، تيسير العزيز الحميد ص315 ط: الدار البيضاء 1412 هـ. [2] سورة الأحزاب: آية 56. [3] م: كتاب الصلاة، باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم 1/ 305، ح 405.