نام کتاب : رسم المصحف العثماني وأوهام المستشرقين في قراءات القرآن الكريم نویسنده : شلبي، عبد الفتاح جلد : 1 صفحه : 42
كما ألحقت في: اغزُهْ وارمِهْ كذلك، إلا أن القراء يكرهون ذلك؛ لأن الهاء ليست في المصحف وهو الإمام، فَكرهوا مخالفته.
- {قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ} [آية: 258] :
بإثبات الألف بعد النون، قرأها نافع, ش, و, ن، وكذلك في جميع القرآن، إِذا لقيت همزة مفتوحة أو مضمومة، فإذا كانت مكسورة فلا يثبت الألف[1].
ووجه ذلك: أن هذه الكلمة هي ضمير المتكلم، والاسم منها هو الهمزة والنون فحسب، فأما الألف التي بعد النون فإنّما ألحقت حالة الوقف ليوقف عليها، وليبقى آخر الاسم على حركته، كلما ألحقتْ هاء الوقف حيث أُلحقتْ؛ لذلك فهي تجري مجراها، فينبغى أن تسقط هذه الألف في الوصل، كما يسقط الهاء في الوصل، إلاَّ أن نافعًا أراد أن يُجري الوصل مجرى الوقف، وهو ضعيفٌ جدا؛ لأن مثل ذلك إنما يأتي في ضرورة الشعر، نحو قول الأعشى2:
فكيف أنا وانتحالي الشواف ... يَ بعد المشيب كفى ذاك عارا
وليس هذا مما يحسن الأخذ به في القرآن[3].
وإثبات نافع هذه الألف مع الهمزة المفتوحة والمضمومة دون المكسورة, هو لإرادة الأخذ بالوجهين, ولأن الهمزة بعد الألف أبين، وامتناعه عنها عند كسر الهمزة لاستثقال الكسرة فيها بعد الألف والفتحة. [1] وصلًا فقط، أما في حال الوقف فلا خلاف في إثباتها للرسم، وفيها لغتان: لغة تميم إثباتها وصلًا ووقفًا، وعليها تحمل قراءة نافع هذه، والثانية إثباتها وقفًا فقط، وعليها تحمل قراءة الباقين.
انظر السبعة: 187 و188، والنشر: 2/ 230 و231، والإتحاف: 161 و162.
2 في ديوان الأعشى ص53:
فما أنا أم ما انتحالي القوا ... في بعد المشيب كفى ذاك عارا
الشاعر ينفي عن نفسه تهمة السطو على شعر غيره, وانتحاله لنفسه.
والشاهد فيه: إثبات ألف أنا في الوصل.
انظر تكملة أبي علي: 203، وشرح المفصل لابن يعيش 4/ 45، والمقرب لابن عصفور 2/ 35، واللسان: نحل. [3] يحسن الأخذ به إذا وردنا برواية صحيحة، كرواية ورش وقالون عن نافع هذه، وهي مما يقوّي هذه اللغة التي هي لغة تميم، "والقرآن حجة للّغات, لا العكس"، علمًا بأن أبا جعفر وهو من القراء العشرة, قرأ القراءة نفسها.
انظر حجة ابن خالويه: 100، والنشر 2/ 231، وهمع الهوامع للسيوطي: 1/ 206، والإتحاف: 162، وانظر هامش قراءة نافع السابقة.
نام کتاب : رسم المصحف العثماني وأوهام المستشرقين في قراءات القرآن الكريم نویسنده : شلبي، عبد الفتاح جلد : 1 صفحه : 42