نام کتاب : ذم الدنيا نویسنده : ابن أبي الدنيا جلد : 1 صفحه : 180
450 - قال زكريا: وفي ذلك يقول الشاعر: أرى رجالاً بأدنى الدين قد قنعوا ولا أراهم رضوا في العيش بالدون
فاستغن بالدين عن دنيا الملوك كما استغنى الملوك بدنياهم عن الدين
451 - حدثني الحسين بن عبد الرحمن، قال: قال بعض الحكماء: أما بلوتم الدنيا فهل زالت تؤنبكم عسفاً، وتسوسكم خسفاً، في كل يوم لكم فيها شغل جديد، وحزن عتيد، إنما صدقتم الأمل فكذبكم، وأطعتم الهوى فأوبقكم، فكيف تفرون رحمكم الله من هذا الموت، الذي لا تدرون أن ما فيه أحق أن يكون عندكم، فهؤلاء لكم مفظعاً، أما قبله من تخوف بغتاتة التي لا تدرون في أي حالاتكم توافيكم، أما الذي ترون من أسبابه فما يعروكم من الانتقاص ضعفاً بعد قوة، وإخلاقاً بعد جدة، وهرماً بعد شباب، وسقماً بعد صحة في كل يوم يموت من أجسادكم ميت ينعي لكم أنفسكم، ويخبركم عن فنائكم، حتى يهجم عليكم بمرارة كأسه، وفظاعة مذاقه، فتصيروا رهائن الموت، وودائع الحفر إلى يوم الوقت المعلوم.
452 - حدثنا محمد بن عمارة الأسدي، أخبرنا حسن بن حسين العرني، أخبرنا علي بن بكر، عن إبراهيم بن إسحاق، عن وهب بن منبه، قال: من فرح من قلبه بشيء من الدنيا فقد أخطأ الحكمة، ومن جعل شهوته تحت قدميه يفرق شيطانه من ظله، ومن غلب عليه هواه فهو الغالب.
453 - حدثني محمد بن إدريس الحنظلي، أخبرنا عبد الله بن إسماعيل بن -[181]- يزيد بن حجر ابن بنت الأوزاعي، حدثني أبي، قال: وجدت في كتب جدك الأوزاعي بخط يده:
ابن آدم اعمل لنفسك، وبادر فقد أوتيت من كل جانب، وأعول كعويل الأسير المكبل، ولا تجعل بقية عمرك للدنيا وطلبها في أطراف الأرض، حسبك ما بلغك منها، ستسلم طائعاً، وتغر بيوم فقرك وفاقتك، واسع في طلب الأمان فإنك في سفر إلى الموت يطرد بك نائماً ويقظاناً، واذكر سهر أهل النار في خلد أبداً، وتخوف أن ينصرف بك من عند الله عز وجل إلى النار، فيكون ذلك آخر العهد بالله، ومنقطع الرجاء، واذكر أنك قد راهقت الغاية، وإنما بقي الرمق فسدد تصبراً وتكرماً، وارغب ببقية عمرك أن تفنيه للدنيا، وخذ منها ما يوصلك لآخرتك، ودع منها ما يشغلك.
نام کتاب : ذم الدنيا نویسنده : ابن أبي الدنيا جلد : 1 صفحه : 180