responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التنبيهات المجملة على المواضع المشكلة نویسنده : العلائي، صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 77
أحاطت به خطيئته، وقائل يقول: ما توبة أفضل من توبة ماعز، إنه جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: اقتلني بالحجارة. قال: فلبثوا بذلك يومين أو ثلاثة، ثم جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم جلوس، فسلم ثم جلس, فقال: "استغفروا لماعز بن مالك" , فقالوا: "غفر الله لماعز بن مالك", فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم". وجه الدلالة من هذا أنه لو كان النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى عليه لم يختلفوا فيه، وكان يمكن أن يحمل حديث محمود بن غيلان على أنه أراد الصلاة اللغوية، وهي الاستغفار المذكور في هذا الحديث آخرا، لكن لم يكن على ذلك اتفاق غيره من أصحاب عبد الرزاق عنه - بل - [1] على نفيها، وهذا الموضع من مشكلات [2] الصحيح على قاعدة أهل الحديث. والله سبحانه أعلم.
13- ومنها ما رواه النسائي في سننه الكبير، وفي المجتبي [3] أيضا قال: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد [4]، حدثني أبيّ [5] عن جدي [6]، حدثني جعفر بن ربيعة [7] [8] عن عبد الرحمن بن هرمز [9] عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن زينب ابنة أبي سلمة [10]، أخبرته عن أمها أم سلمة - رضي الله عنها -: "أن امرأة من أسلم يقال لها: سبيعة، كانت تحت زوجها، فتوفي عنها وهي حبلى، فخطبها أبو السنابل بن بعكك، فأبت أن تنكحه, فقال: "ما يصلح لك أن تنكحي حتى تعتدي آخر الأجلين" [11]، فمكثت قريبا

[1] ليست في الأصل, وزدتها ليستقيم الكلام.
[2] أورد الحافظ كلاما حول هذه المشكلة أستحسن ذكره, قال رحمه الله: "سئل أبو عبد الله - البخاري - هل قوله (فصلى عليه) يصح أم لا؟، قال: "رواه معمر"، قيل له: هل رواه غيره؟، قال: "لا"، وقع هذا الكلام في رواية المستملي وحده، عن الفربري، وقد اعترض على البخاري في جزمه بان معمرا روى هذه الزيادة، مع أن المتفرد بها إنما هو محمود بن غيلان، عن عبد الرزاق، وقد خالفه العدد الكثير من الحفاظ، فصرحوا بأنه لم يصل عليه، لكن ظهر لي أن البخاري قويت عنده رواية محمود بالشواهد، فقد أخرج عبد الرزاق- أيضا وهو في السنن - لأبي قرة، من وجه آخر عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف في قصة ماعز، قال: فقيل يا رسول الله: أتصلي عليه؟ قال: "لا"، فلما كان من الغد، قال: صلوا على صاحبكم"، فصلى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس". فهذا الخبر يجمع الاختلاف فتحمل رواية النفي على أنه لم يصل عليه حين رجم، ورواية الإثبات على أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى عليه في اليوم الثاني…، ويتأيد بما أخرجه مسلم من حديث عمران بن حصين في قصة الجهنية التي زنت ورجمت - م3/1324 - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى عليها، فقال له عمر: أتصلي عليها وقد زنت؟ فقال: "لقد تابت توبة لو قسمت على سبعين لوسعتهم…" (الفتح 12/131) . ,ذكر فوائد حول هذا الموضوع.
[3] 6/193، 194.
[4] ثقة، روى له مسلم.
[5] ثقة، فقيه، روى له مسلم.
[6] الليث بن سعد إمام معروف.
[7] 13/أ.
[8] ثقة، روى له الجماعة.
[9] الأعرج، ثقة ثبت، روى له الجماعة.
[10] ربيبة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
[11] جاء في رواية بيان لسبب هذه المقولة من أبي السنابل, أنه كان كهل وخطبها شاب فضلته، وكان أهلها غُيبا، فرجا أبو السنابل إذا جاء أهلها أن يؤثروه بها. (المجتبى 6/192) .
نام کتاب : التنبيهات المجملة على المواضع المشكلة نویسنده : العلائي، صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست