كتابه السابق (المصريون) [50] سواء المتعلقة بتقييمه للإنسان المصري أو المتعلقة بالمرأة المصرية أو أحكام الشريعة وما يسميه (المدنية الإسلامية) فبينما نجده في كتابه المصريون يصف المصري بالأمانة والشجاعة والذكاء وقوة الاحتمال ويعزي هذه الخصال الجيدة لحقيقة الهوية الإسلامية للمصري نجده يقول بعد خمس سنوات في كتابه (تحرير المرأة) :
((فالتركي مثلاً نظيف صادق شجاع والمصري على ضد ذلك إلا أنك تراهما رغماً عن هذا الاختلاف متفقين في الجهل والكسل والانحطاط إذن لابد أن يكون بينهما أمر جامع وعلة مشتركة هي السبب الذي أوقعهما معاً في حالة واحدة ولما لم يكن هناك أمر يشمل المسلمين جميعاً إلا الدين ذهب جمهور "الأوروباويين" وتبعهم قسم عظيم من نخبة المسلمين إلى أن الدين هو السبب الوحيد في انحطاط المسلمين وتأخرهم عن غيرهم)) (51)
قد انصرف جهد المؤلف في هذا الكتاب إلى التدليل على ما زعمه من أن:
((حجاب المرأة بوضعه السائد [52] ليس من الإسلام وأن الدعوة إلى السفور [53] ليس فيها خروج على الدين أو مخالفة لقواعده))
وقد تناول في كتابه هذا أربع مسائل وهي:
الحجاب، واشتغال المرأة بالشئون العامة، وتعدد الزوجات، والطلاق
وهو يذهب في كل مسألة من هذه المسائل إلى ما يطابق مذهب الغربيين زاعماً أن ذلك هو مذهب الإسلام - قال:
(سيقول قوماً إن ما أنشره اليوم بدعة، فأقول: نعم! أتيت ببدعة ولكنها ليست في الإسلام بل في العوائد وطرق المعاملة التي يحمد طلب الكمال فيها) (54) [50] بل لم يحاول نقل كتابه (المصريون) إلى اللغة العربية ولا إعادة إصداره في مصر
(51) (قاسم أمين - الأعمال الكاملة) (2/72) [52] يقصد تغطية المرأة جميع بدنها عن الأجانب. [53] يقصد به كشف وجهها.
(54) " تحرير المرأة " ص (5) ط محمد زكي الدين بالقاهرة 1347 هـ.