responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة نویسنده : ابن القيم    جلد : 1  صفحه : 44
عَهده ان يحييه حَيَاة طيبَة ويجزيه اجره فِي الاخرة فَقَالَ تَعَالَى من عمل صَالحا من ذكر اَوْ انثى وَهُوَ مُؤمن فلنحيينه حَيَاة طيبَة ولنجزينهم اجرهم باحسن مَا كَانُوا يعْملُونَ فاخبر سُبْحَانَهُ عَن فلاح مَا تمسك بعهده علماوعملا فِي العاجلة بِالْحَيَاةِ الطّيبَة وَفِي الاخرة باحسن الْجَزَاء وَهَذَا بعكس من لَهُ الْمَعيشَة الضنك فِي الدُّنْيَا والبرزخ ونسيانه فِي الْعَذَاب بالاخرة وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَمن يَعش عَن ذكر الرَّحْمَن نقيض لَهُ شَيْطَانا فَهُوَ لَهُ قرين وانهم ليصدونهم عَن السَّبِيل وَيَحْسبُونَ انهم مهتدون فَأخْبر سُبْحَانَهُ ان من ابتلاه بقرينه من الشَّيَاطِين وضلاله بِهِ إِنَّمَا كَانَ بِسَبَب اعراضه وعشوه عَن ذكره الَّذِي انزله على رَسُوله فَكَانَ عُقُوبَة هَذَا الاعراض ان قيض لَهُ شَيْطَانا يقارنه فيصده عَن سَبِيل ربه وَطَرِيق فلاحه وَهُوَ يحْسب انه مهتد حَتَّى إِذا وافى ربه يَوْم الْقِيَامَة مَعَ قرينه وعاين هَلَاكه وافلاسه قَالَ يَا لَيْت بيني وَبَيْنك بعدالمشرقين فبئس القرين وكل من اعْرِض عَن الاهتداء بِالْوَحْي الَّذِي هُوَ ذكر الله فَلَا بُد ان يَقُول هَذَا يَوْم الْقِيَامَة فَإِن قيل فَهَل لهَذَا عذر فِي ضَلَالَة إِذا كَانَ يحْسب انه على هدى كَمَا قَالَ تَعَالَى وَيَحْسبُونَ انهم مهتدون قيل لَا عذر لهَذَا وامثاله من الضلال الَّذين منشأ ضلالهم الاعراض عَن الْوَحْي الَّذِي جَاءَ بِهِ الرَّسُول وَلَو ظن انه مهتد فَإِنَّهُ مفرط باعراضه عَن اتِّبَاع دَاعِي الْهدى فَإِذا ضل فَإِنَّمَا اتى من تفريطه واعراضه وَهَذَا بِخِلَاف من كَانَ ضلاله لعدم بُلُوغ الرسَالَة وعجزه عَن الْوُصُول اليها فَذَاك لَهُ حكم آخر والوعيد فِي الْقُرْآن إِنَّمَا يتَنَاوَل الاول واما الثَّانِي فَإِن الله لَا يعذب احدا إِلَّا بعد إِقَامَة الْحجَّة عَلَيْهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى وَمَا كُنَّا معذبين حَتَّى نبعث رَسُولا وَقَالَ تَعَالَى رسلًا مبشرين ومنذرين لِئَلَّا يكون للنَّاس على الله حجَّة بعد الرُّسُل وَقَالَ تَعَالَى فِي اهل النَّار وَمَا ظلمناهم وَلَكِن كَانُوا هم الظَّالِمين وَقَالَ تَعَالَى ان تَقول نفس يَا حسرتي على مَا فرطت فِي جنب الله وَإِن كنت لمن الساخرين اَوْ تَقول لَو ان الله هَدَانِي لَكُنْت من الْمُتَّقِينَ اَوْ تَقول حِين ترى الْعَذَاب لَو ان لي كرة فَأَكُون من الْمُحْسِنِينَ بلَى قد جاءتك آياتي فَكَذبت بهَا واستكبرت وَكنت من الْكَافرين وَهَذَا كثير فِي الْقُرْآن
فصل وَقَوله تَعَالَى ونحشره يَوْم الْقِيَامَة أعمى قَالَ رب لم حشرتني اعمى
وَقد كنت بَصيرًا اخْتلف فِيهِ هَل هُوَ من عمى البصيرة اَوْ من عمى الْبَصَر وَالَّذين قَالُوا هُوَ من عمى البصيرة إِنَّمَا حملهمْ على ذَلِك قَوْله اسْمَع بهم وابصر يَوْم ياتوننا وَقَوله لقدكنت فِي غَفلَة من هَذَا فكشفنا عَنْك غطاءك فبصرك الْيَوْم حَدِيد وَقَوله يَوْم يرَوْنَ الْمَلَائِكَة لَا بشرى يَوْمئِذٍ للمجرمين وَقَوله لترون الْجَحِيم ثمَّ لترونها عين الْيَقِين ونظائر هَذَا مِمَّا يثبت لَهُم الرُّؤْيَة

نام کتاب : مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة نویسنده : ابن القيم    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست