responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الموعظة نویسنده : الحمد، محمد بن إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 81
يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ} [الفتح:29] .
فالزرع يخرج شطأه، وهو ما تفرع في شاطئيه: أي جوانبه، ثم يقوى، ويستغلظ: أي يصير بعد الدقة غليظا، وكذلك حال الصحابة؛ فإنهم كانوا في بدء الأمر قليلا، ثم أخذوا في النمو حتى استحكم أمرهم، وامتلأت القلوب؛ إعجابا بهم.
ويضرب المثل للذم حيث يكون الممثّل به صفة يستقبحها الناس، ويذمون من رضي لنفسه بمثلها، كما ضرب الله مثلا لحال من آتاه الله كتابه، فنكث يده من العمل به، وانحط في أهوائه، فقال ـ تعالى ـ {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} [الأعراف:176] .
فقد مثل الله ـ عز وجل ـ في هذه الآية بحال الكلب الذي هو من أخبث الحيوان وأخسها نفسا؛ ذلك أن المنحط في أهوائه شديد اللهف على الدنيا، قليل الصبر عنها، فلهفه نظير لهث الكلب الدائم في حال إزعاجه وتركه.
وبالجملة فالكلام على أمثلة القرآن والسنة كثيرة جدا، والمقصود من ذلك بيان أن ضرب الأمثال سلاح ماض في يد الواعظ إذا أحسن استخدامه[1].
37ـ الحرص على الإعراب، والبعد عن اللحن قدر المستطاع:
فالإعراب عماد الكلام، وجماله ووشيه؛ فيحسن بالواعظ أن يحرص على

[1] انظر: كتاب الصناعتين، ص239ـ259، ومحمد رسول الله، ص114، وبلاغة القرآن للشيخ محمد الخضر حسين، ص28ـ40.
نام کتاب : أدب الموعظة نویسنده : الحمد، محمد بن إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست