تقويم لسانه وأن يتجنب اللحن خصوصا إذا كان يحيل المعنى؛ فالإعراب، وقلة اللحن يضفيان على الموعظة جمالا، وقبولا ـ خصوصا إذا كانت بين أناس يدركون ذلك ـ.
ولا يعني ذلك أن تصرف الهمة إلى الإعراب، أو أن يتكلف الإنسان ذلك أكثر من اللازم، أو ألا يلقي الواعظ موعظته إلا إذا كان متمكنا من الإعراب.
وإنما المقصود من ذلك السعي إلى الكمال قدر المستطاع.
38ـ التذكير بمآلات الأمور: فمن الطرق المجدية في الوعظ تذكير الناس بما يصير إليه المتقون من عزّ وسلامة، وما يلحق المجرمين من خزي ومهانة وندامة.
ومن التذكير ما يرجع إلى البشارة بالخير في الدنيا، والحسنى في الآخرة، ومنه ما يرجع إلى الإنذار بسوء المنقلب في هذه الدار، أو عذاب الهون في تلك الدار.
وللبشارة والإنذار أثر كبير في حث المؤمنين على الحسنات، وردعهم عن السيئات.
وأثر البشارة والإنذار في غير المؤمن أنهما يدعوانه إلى النظر في الدعوة، وإذا نظر بروية أدرك أنها حق؛ فيفتح لها صدره، ويمد لها عنقه مذعنا[1].
39ـ إعطاء الوسائل صورة ما تفضي إليه من الخير والشر: فهذا الأسلوب من الطرق الحكيمة في الحث على فعل الشيء، أو الزجر عنه.
ويشهد لذلك كثير من النصوص، منها قوله صلى الله عليه وسلم: "الدال على الخير كفاعله" [2]. [1] انظر: محمد رسول الله وخاتم النبيين، ص111-112. [2] أخرجه أحمد5/274، وقال الألباني في صحيح الجامع 33: صحيح، ورواه مسلم 1893 بلفظ: "من دل على خير فله مثل أجر فاعله".